راشد بن حميد الراشدي
عضو مجلس إدارة جمعية
الصحفيين العمانية
غدا ترفع الأعلام بعد – حداد على فقيد الوطن المغفور له جلالة السلطان قابوس بن سعيد رحمه الله- دام أربعين يوم على رحيله.
فعمان عاشت من أقصاها إلى أقصاها صدمة فراق مؤسس دولتها الحديثة، ومنجز الخير على أرضها الطيبة العظيمة، طوال خمسين عامًا من الرخاء والازدهار لتظل شامخةً أبية زاخرة بالخير في كل العصور .
وغدا بإذن الله يمتطي فارس همام صهوة المجد ليبني الأوطان، فهو ابن السلطان واختياره الأمثل في وصيته لعمان .
فالسلطان هيثم هو فارس أمة جبلت على الخير، وامتداد لحكم أسرة حكمت عمان على مدى قرون عديدة، أضاءت مشاعلها دروب الخير والصلاح لعمان وكان آخر سلاطينها الذين رحلوا جلالة السلطان طيب الله ثراه .
غدا بإذن الله سيمتد إشراق النور الذي بشر به جلالة السلطان الراحل في مطلع السبعينات مع السلطان هيثم بن طارق المعظم – أبقاه الله – فلقد شهد جلالته قيام الدولة وتأسيسها منذ بداية السبعينات، وتعمق في جميع مكونات النهضة الشاملة حتى حمل ملف الرؤية العمانية لما يجب أن تكون فيه عمان مع حلول عام ٢٠٤٠م لتكتمل الصورة في ذهن جلالته، وليكون الطموح لهذا الوطن أكبر من الخيال والأفكار التي حملتها تلك الرؤية التي سترتقي بعمان إلى الأفضل بإذن الله، إلى بلد للخير سعيها، وللوئام والسلام دعوتها ومنهاجها، وإلى خير العالم أجمع مآلها، هي وطن السلطان قابوس أنقى الرجال وصانع الآمال رحمة الله عليه .
فارس الأمة الجديد – حفظه الله- أسهم في بناء عمان عبر العديد من المناصب التي تقلدها، وكان آخرها مجد عمان وتاريخها الضارب في القدم، وزارة التراث والثقافة منبع كنوز عمان العريقة التي ولدت أحمد بن ماجد والفراهيدي والإمام أحمد بن سعيد والسلطان سعيد بن سلطان وغيرهم الكثير .
مع هذا الزخم الكبير تولى جلالته حفظه الله رؤية عمان (٢٠٢٠/ ٢٠٤٠) ؛ ليتولى اليوم قيادة تلك الدفة حاملا آماله وطموحاته لوطنه نصب عينيه ليبني وطنا تحمل أيادي الصالحين له كل خير. ويكن له كل لبيبً عاقل الإخلاص والوفاء ليعبر الفارس نهره بكل اقتدار .
فجلالة السلطان هيثم هو فارس أمة امتطت صهوات المجد؛ فدحرت البرتغاليين وشيدت إمبراطورية امتدت إلى شرق إفريقيا والمحيط الهندي، حتى وصل صيتها وعلاقتها الصين والولايات المتحدة الإمريكية .
فطوبى لفارس ترجل عن صهوات مجده الجنة بإذن ربه وطوبى لمن حمل لواء عمان إشراقًا لمستقبل سعيد .
فالسلطان هيثم بن طارق المعظم – أبقاه الله- هو فارس أمة وسليل أمة سخرها الله لتبني وتحمي هذا الوطن الغالي فكلنا على العهد والوعد صادقون ومن أجل عماننا وسلطاننا مخلصون .
رحم الله سلطان القلوب وحفظ الله سلطان الشباب والعمل الدؤوب .
وفق الله حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم لدروب الخير وسدد مسعاه لما يتمنى لعمان وأهلها .
فهو خير خلف لخير سلف وفارس الأمة وألقها وتاج رأسها القادم في علياء مجدها التليد.
