2024
Adsense
مقالات صحفية

إن الله جَميل يحب الجَمال

زينب محمد عبد الرحيم
باحثة فى الفولكلور والثقافة الشعبية
من مصر

الجَمال هو صفة تبعث في النفس السرور والإحساس بالانتظام والتناغم وهو من أهم القيم الثلاثة الحق ,الخير, الجمال.
والجمال عند الفلاسفة صفة تُلحظ وهناك فلسفة خاصة بعلم الجمال تبحث في الجمال ومقاييسه ونظرياته .
ولا نخفي على القارئ سرًا إننا في أمس الحاجة إلى الجمال فالإنسان خُلق يستطيع أن يميز بين الجميل والقبيح بالفطرة فالطبيعة هي المصدر والمبعث الأول الذي أستقى منه الإنسان إحساسه بالجمال ولكن ماذا حدث لذائقتنا في هذه الأيام ماذا حدث لحاسة التذوق لدى الأغلبية لابد وأن نبحث في هذه العلة التي تسببت في قلب موازين الطبيعة والفطرة وتغيير مفاهيمنا عن معاني الجمال والقبح , فعندما نجد من يخلط بين الجمال والقبح مثل ما نسمعه من تلوث سمعي في الأغاني وخلافه فلا نحصل على أية معاني لا نجد أية جماليات بل يمكننا القول أن لدينا جرعة هائلة من القبح والتلوث والفساد في معايير الفن والجمال يستقبلها الذوق العام والجيل الجديد فينشأ على تلك المعايير القبيحة ولا يستطيع أن يفرق بين الجمال والقبح بل يخلط بينهما ولا نحصل في أخر الامر على أي معنى أو حتى قيمة جمالية تدخل السعادة في القلوب والوجدان بل هي مجرد أشياء وظواهر عجيبة لها تأثير مؤقت وبعد ذلك تظهر أعراضها الجانبية من فساد في الذوق والتذوق وأيضًا في القيم الأخلاقية فالجمال لا ينفصل عن الأخلاق بل هما وجهان لعملة واحدة  ويقول  الفيلسوف باروخ سبينوزا أن الجمال ليس صفة في الشيء المدروس بقدر ما هو الأثر الذي ينشأ في الأنسان نفسه الذي يدرس ذلك الشيء , فالحقيقة جمال ,و الصدق جمال والخير جمال فهو الاستنارة والوضوح  فيقول( ايرون شرود نجر) أن نظرية أينشتاين المذهلة في الجاذبية لا يأتي اكتشافها إلا لعبقري رزق إحساسًا عميقًا ببساطة الأفكار وجمالها , فحتى الجمال يشمل المعادلات الفيزيائية فما بالنا بالفنون التي أُسست على الجمال!!! رفقًا بنا يا صُناع القبح والإسفاف فإن الله جميل يحب الجمال …

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights