2024
Adsense
مقالات صحفية

الشباب العماني.. في الرؤية القابوسية

هلال بن حميد المقبالي

مرحلة الشباب  مرحلة مهمة، وتعد من أهم مراحل  العمر في حياة الإنسان، لأنها تمثل مرحلة القوة والنشاط، مرحلة البناء و العطاء والإنجاز ، وقد حظي الشباب العماني منذ بداية النهضة العمانية الذي قاد مسيرتها والدنا جلالة السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه، بإهتمام بالغ من لدن جلالته، وقد سخر جميع السبل للنهَوض بالشباب كماً وكيفاً، وكان الهدف الأسمى من ذلك هو استغلال قدرات الشباب و طموحاتهم، والنهوض بعُمان مجتماً و دولة، وإخراج عُمان والمجتمع العُماني من العزلةِ التي كانت تعيشها قبل  23\7\1970 موكداً جلالته طيب الله ثراه “” إن مرحلة الشباب التي يمر بها المرء هي مرحلة أفكار وتطلعات وتخطيط، و طموح للمستقبل..””(1)
مؤمناً جلالته طيب الله ثراه، بان  الشباب هم دعامة المجتمع، ومصدر قوته وأداتهِ، وسواعده التي تبني نهضة الوطن  وقد وجه جلالته في بداية خطاباته الشباب العُماني  لبناء الوطن، ورفعة شأنه،  وحث كثيراً الشباب الذين  كانوا خارج الوطن أن يعودوا إلى الوطن ويساعدوا في البناء والتنمية.

ومما لا شك فيه ان جميع الدول تعوّل على شبابها لإحداث التغير والتطوير، في المجتمعات، وقد أيقن جلالة السلطان طيب الله ثراه  أن بناء الوطن لا يكون إلا بطاقات الشباب المؤهل فكراً وعلماً وأخلاقاً، و قد وجه جلالته  المسؤلين في هذا الجانب، مكرراً في خطاباته ونطقه السامي على الإهتمام بالشباب، وإتاحة الفرص التي تساعدهم في إعدادئهم لهم ، موفرين لهم الظروف المهيئة لأداء واجبهم  ، “”إننا أصدرنا الأوامر لوزرائِنا، بأن يولوا شبابنا عناية خاصة،  وأن يتيحوا لهم كافة الفرص لكي يؤدوا دورهم على الوجه المرضي في مستقبل بلادهم “” (2)، وما قامت به الحكومة من بناء المدارس والمعاهد والكليات، ما هو إلا ركيزة اساسية لصقل وبناء الشباب العُماني وتطوير أفكاره، وقدراته، ليسمو بعلو مجتمعه وأداء واجبه على أكمل وجه .

وقد خصص والدنا جلالة السلطان قابوس طيب الله ثراه  عام 1983م عاماً للشبيبة العُمانية، وكنت حينها في الصف الثالث الإبتدائي، و لم نعرف بهذا  إلا من خلال النشيد الذي كانت تستقبلنا المدرسة به كل صباح في الإذاعة المدرسية، مرددين كلماته..
عام الشبيبة في بلادي بالمرؤة والحمى..
عام به الآمال ترقى سلما..
عام سما فتبسما..
يحكي لأهل الأرض أن عُمان ترقى ترقى الأنجما.
وفي عام1986م أفتتح طيب الله ثراه جامعة السلطان قابوس لتكون المنارة العلمية للشباب العماني، وطموحاته، لينهلوا  من هذا المورد العلمي شتى مجالات المعرفة.
وتتواصل المسيرة القابوسية للإهتمام بالشباب بجعل عام 199‪3م عاماً للشباب العُماني، وتكريماً لهذه الفئة العمرية خلد لها جلالة السلطان قابوس رحمه الله في عام 2013‪ م يوماً للشباب العُماني يحتفل به في السادس والعشرون من شهر أكتوبر من كل عام، موضحاً جلالته رحمة الله عليه قائلاً  “”و لا يخفى أن اهتمامنا بالإنسان العماني لا يقتصر على عام د‏ون عام، ولكن الهدف ‏السامي المتوخى من هذا العام إنما هو التذكير، والتنبيه، والتوجيه الصريح القاطع بأن يكون الشباب دائماً في صميم اهتماماتنا لا نغفل، ولو طرفة عين عن النهوض به فكريا، وعلميا، وثقافيا، و رياضيا، وفنيا وتقنيا. فبارتقاء الشباب في كل هذه المجالات ترتقي حياة المجتمع وتزدهر، وينمو الاقتصاد الوطني. “”(3)

“” نعتزم الاستمرار في إعطاء الأولوية لتأهيل وتدريب قوانا البشرية بما يواكب خططنا الإنمائية ويفي بمتطلباتها من الكفاءات الوطنية، فإننا سنواصل – بمشيئة الله – رعايتنا الكاملة للشبيبة العُمانية إيماناً منا بدور الشباب في صنع الحاضر والمستقبل”(4) ، وما نراه الآن من وصول بعض الشباب  من مواليد النهضة العمانية ، و من واكبوا  الفكر السامي ونهلوا منه، يتبوأون المناصب القيادية والوزارية بكل ثقة واقتدار، ما هي إلا نتاج للنهج الذي سعى اليه والدنا جلالة السلطان قابوس طيب الله ثراه، ونظرته المستقبلية  للرقي بمؤسسات الدولة من خلال تمكين الشباب  و النهوض بطموحاتهم وتطلعاتهم.

الشباب ثروة الأمم، و مستقبلها، و عماد التقدم والتنمية، والقوة الأساسية التي يرتكز عليها طموح الأمم لتحقيق التنمية والبناء الإجتماعي والإقتصادي ،  لذلك اولى والدنا جلالة السلطان قابوس طيب الله ثراه  إهتمامه البالغ لفئة الشباب لانهم الأكثر نشاطاً، يمتلكون الحماس الفكري، والطاقة الإنتاجية.
غفر الله لوالدنا جلالة السلطان قابوس وأكرم نزله.

الهوامش
(1 ) من خطاب جلالةزالسلطان طيب الله ثراه
18/11/1983
(2) من خطاب جلالةزالسلطان طيب الله ثراه 18/11/197‪6
(3) من خطاب جلالةزالسلطان طيب الله ثراه
18/11/1993
(4) من خطاب جلالةزالسلطان طيب الله
18/11/198‪5

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights