من عُمان

مجلس الدولة: مآثر جلالة السلطان قابوس _رحمه الله _خالدة في وجدان العمانيين والعالم أجمع

جلسة تأبينيه حفلت بمشاعر الوفاء لفقيد عمان والأمة والدعاء بالتوفيق لجلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه –

النبأ – مصطفى بن أحمد القاسم

 

خصص مجلس الدولة جلسته العادية الخامسة من دور الانعقاد السنوي الأول من الفترة السابعة التي عقدها اليوم الثلاثاء 28 يناير 2020 لتأبين فقيد الوطن والأمة المغفور له بإذن الله تعالى السلطان قابوس بن سعيد –طيب الله ثراه-.

ففي بداية الجلسة قرأ الجميع الفاتحة للمغفور له جلالة السلطان قابوس بن سعيد _رحمه الله ورعاه _.

واستهل معالي الدكتور يحيى بن محفوظ المنذري كلمة المجلس بالتوضيح على أن الجلسة خصصت لتأبين فقيد الوطن والأمة المغفور له بإذن الله تعالى السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه-.

وقال معاليه: يشرفني تقديم هذه الكلمة التأبينية التي تعبر عن جزء يسير مما يختلج في نفوسنا من مشاعر فيّاضة، وفي قلوبنا من حزن مكتوم، وفي ذواتنا من صبر جميل، ورضى تام بمشيئة الله وقدره الماضي في عبداه، وسننه الدارجة على خلقه.

ففي صبيحة اليوم الأول للفقد، كان العُمانيون، يتقدمهم أفراد الاسرة المالكة الكريمة عند العهد والوعد، فكان أن توافق مجلس العائلة الموقر على المرشح الذي أشار به الفقيد – رحمه الله – ليكون سلطاناً لعُمان وهو مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – وذلك تقديراً وتعزيزاً منهم لمكانة الراحل ولسمعته وسمعة عُمان أمام الغير .

وأضاف: لقد أثبت العُمانيون – كما هم دوماً – أنهم شعب أصيل كريم، وأمة عزيزة عظيمة بتراثها وتاريخها وثقافتها وقيمها ومبادئها ونبلها الذي شكل شخصيتها منذ القدم.

لقد تعالوا من فورهم على ألم الفقد الجلل، وبادروا سراعا زرافات ووحدانا لمبايعة حامل راية مجدهم وعزهم ومستقبلهم سلطانهم المفدى هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه -، على الطاعة في العُسر واليًسر، والمنشط والمكره، فكانوا له السند المتين، والناصح الأمين، معتصمين دائماً تحت قيادته بوحدة الصف، والكلمة، والهدف، والمصير.

فبارك الله جميل عمل الفقيد العزيز وعظيم صنيعه، وجزاه الله عن عمان وأهلها خير الجزاء.

وأشار معالي الدكتور إلى أن الخطاب السامي لمولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – جاء أمام مجلس عُمــــان مشحونــا بأجمــل كلمــات التأبين للسلطان الراحل، وأرقى عبارات الوفاء لشخصه، واصفا له بأعز الرجال وانقاهم، وأنه لا يمكن كخطاب كهذا أن يوفيه حقه، وأن يعدد ما أنجزه وبناه

وأكد معاليه على ما قاله جلالته –حفظه الله ورعاه- بأن العزاء الوحيد، وخير ما نخلد به إنجازات الراحل العزيز- رحمه الله – هو السير على نهجه القويم، والـتأسي بخطاه النيرة التي خطاها بثبات وعزم إلى المُستقبل، والحفاظ على ما أنجزه والبناء عليه.

ونوه معاليه بجموع المعزين الذين توافدوا إلى السلطنة من مختلف دول العالم الأشقاء والأصدقاء والفرقاء والأضداد دون استثناء، حاملين معهم ذكريات مواقف السلطان الراحل النبيلة وسياسته الثابتة الأصيلة في مختلف شؤون العالم وقضاياه؛ تلك السياسة التي جعلت من عُمان محجا دائما لكل من ينشد الأمن والاستقرار، والتفاهم والحوار لحل كافة المشكلات بالطرق السلمية.

داعيا الله أن يجزيه عنا جميعا وعن الإنسانيـــة خير مــــا يجـــــازي به عبــاده المؤمنين الصالحين.

ومضى قائلا: لقد أتيح للمغفور له بإذن الله السلطان قابوس بحكم تنشئته الدينية والمدنية والعسكرية سواء داخل القصر في السلطنة أو في أثناء بعثته الدراسية والتدريبية في الخارج الجمع بين الثقافة التقليدية والعلوم العصرية، وهي إلى جانب العادات والتقاليد العريقة لأسرته الكريمة والمجتمع العماني عموما قد ساهمت في تشكيل شخصيته القيادية الفريدة ، والصفات والقيم النبيلة التي يمتاز بها ، ويعرفها كل من عايشه ، أو احتك به من أبناء شعبه ومواطنيه ، أو زواره ونظرائه من مختلف دول العالم.

وأضاف معاليه : ويمكن القول إن شخصية جلالة السلطان الراحل في حد ذاتها بمثابة مدرسة تربوية متكاملة : تعلمنا منها جميعا الكثير والكثير من دروس الحياة ؛ في حب الوطن والناس ، ونكران الذات ، والعدل ، والحلم والتفاؤل ، والتسامح ، والتسامح ، والشدة في الحق ، والإنصات الجميل ، والحوار العقلاني الهادئ ، والمعرفة بأخبار الأمم وتاريخها ، وتحليل أحداث السياسة ودهاليزها، وتقدير العلم والعلماء ، واحترام مبادئ الدين، والمفيد من قيم المجتمع وعاداته وتقاليده ، والحرص على الانضباط والنظام ، والاحتفاء بالآداب والفنون …وغيرها .

واستطرد معالي الدكتور رئيس المجلس: إن ما لمسناه وعايشناه مع جلالته رحمه الله عند شروعه في إصدار أوامره للمسؤولين؛ لتنفيذ أمر ما يهم الوطن والمواطن؛ إيمانه الدائم بقول الحق عز وجل: (وشاورهم في الأمر، فإذا عزمت فتوكل على الله) ؛ فهو لا يستعجل في اتخاذ القرار؛ بل يدرسه ويناقشه مع المختصين، وينظر لتبعاته من مختلف الجوانب والأبعاد الإنسانية أولا قبل أي شيء آخر .

ولعل من بين أهم القرارات التي أصدرها رحمه الله، والتي كانت لها الأثر الأكبر في قيادة السلطنة نحو التحول؛ البدء بخدمة التعليم، ونشره بلا حساب في مختلف أرجاء البلاد؛ على الرغم من شح الإمكانات، وحاجة البلد يومها لاستحداث كافة البنى الأساسية فيها؛ وذلك لقناعة جلالته بحاجة البلاد للسواعد المتعلمة من أبائها: لإنجاز عملية التحديث والتطوير التي ينشدها للسلطنة وادارتها والإشراف عليها.

وأضاف معالي الدكتور رئيس المجلس : وكذلك الرغبة في مد يد الصداقة لجميع دول العالم بلا استثناء ، وانضمام السلطنة لكافة المنظمات الدولية: الأمر الذي عجل من انخراط السلطنة في المنظومة الدولية، وأكسبها احترام وتقدير كافة دول العالم.

ثم كان إصدار النظام الأساسي للدولة عام 1996م ؛ الذي وضح طبيعة الدولة ، والمبادئ الموجهة لسياستها ، ونظام الحكم ، والحقوق والواجبات العامة ، ومهام رئيس الدولة ومجلس الوزراء ومجلس عمان والمجالس المتخصصة.

وفي ختام كلمته توجه معاليه سائلاً و متضرعاً لله تعالى أن يمن على الفقيد العزيز برحمته وغفرانه، وأن يشمله برضوانه وفسيح جناته، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .

و أن يمن على جلالة سلطاننا المفدى هيثم بن طارق المعظم، بموفور الصحة والعافية، وعلى عُماننا العزيزة في ظل عهد جلالته الميمون بدوام الأمن والاستقرار والخير والازدهار .

عقب ذلك قدم كل من المكرم الدكتور عبدالله بن راشد السيابي والمكرم عبدالله بن عبدالقادر الكمالي دعاء لروح جلالة السلطان قابوس بن سعيد –طيب الله ثراه -.

وعدت فأوفيت

ثم ألقى المكرم محمد بن علي العلوي كلمة قال فيها : إن الحديث ، يا فقيد عمان الغالي ، عن جميل مآثرك ومفاخرك، وعظيم أمجادك وإنجازاتك، لا يمكن أن يُجمل في دقائق معدودات، وكلمات محسوبات، فما بنيته خلال عهدك الزاهر الأغر ، لعمان وأبناء عمان ، من عز منيع ، وسؤدد رفيع ، ومكانة بين الأمم عالية، ومنزلة بين الدول سامية، يعجز أن يوفيك حقه لسان ، مهما أوتي من فصاحة وبيان ، ولكن الإيجاز هو قمة الإعجاز ، لذلك نقول من قلوب ملؤها اليقين والإيمان : لقد وعدت أيها القائد العظيم فأوفيت ، وبنيت فأعليت ، وأعدت ماضي عمان المجيد، وشيّدت حاضرها السعيد، وأرسيت دعائم مستقبلها القريب والبعيد ، وكان حجر الأساس في كل ذلك هذه الدولة

العصرية التي أقمت بنيانها، ورسخت قواعدها وأركانها، وسيجت بالعدل والرحمة والإحسان حيطانها، وزودت بالعلم والمعرفة، والدربة والمهارة إنسانها. إنها الدولة التي وعدت بها شعبك الأمين، في الأيام الأولى من فجر عهدك الميمون، دولة القانون والمؤسسات والحكم الرشيد، دولة الحكمة والحنكة والرأي السديد، دولة السماحة والسلام، والمحبة والوئام، دولة الأمن والأمان وحقوق الإنسان، الدولة التي تجسد كثيراً من سجاياك الحميدة، ومزاياك الفريدة، ونظرتك الصائبة البعيدة، وبصيرتك النافذة الناقدة، وفكرك الواعي المستنير، وإيمانك العميق الكبير بأن ليس للإنسان إلا ما سعى، وأن سعيه سوف يُرى، ثم يُجزاه الجزاء الأوفى.

فيا لله من دولة عظيمة ، وقفت حياتك لبناء مجدها ، وخصصت وقتك لإعلاء شأنها ، وبذلت كل جهدك وطاقتك لإسعاد أبنائها ورسمت لها النهج السليم ، وأنرت لها الصراط المستقيم ، فسارت على الدرب شامخة ثابتة ، تحوطها عناية الله ورعايته ، وتوجهها ، بعون منه تعالى، تلك المبادئ الجليلة ، والقيم الفاضلة النبيلة ، التي ثبت أسسها، ووطدت قواعدها ، في مجالات الحياة: السياسية منها والاقتصادية ، والاجتماعية والثقافية والعسكرية والأمنية: حكم قائم على العدل والشورى والمساواة ، وحفاظ على استقلال البلاد وسيادتها، وأمنها واستقرارها ، وتوثيق لعرى التعاون والصداقة مع جميع الدول ، والتزام بعدم التدخل في شؤونها الداخلية ، وسعي لتحقيق المصالح المشتركة بينها ، واقتصاد وطني أساسه العدالة ، وهدفه تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية ، ورفع مستوى المعيشة ، وتعزيز للوحدة الوطنية ، ومنع لكل ما يؤدي للفرقة أو الفتنة ، واهتمام بالفرد والأسرة والمجتمع ، وتوفير ونشر وتعميم للتعليم والثقافة والمعرفة ، ورعاية للتراث ومحافظة عليه ، وتشجيع للعلوم والفنون والآداب والبحوث العلمية ، واستمساك بالسلام ، ونشر لمبادئه وقيمه ، ودعوة صادقة قوية لجميع الدول والشعوب للاستظلال بظله.

وأضاف المكرم محمد العلوي : إن فقدك مصاب جلل ، وخطب فادح ، ومآثرك وأمجادك جمة وفيرة ، لا يحيط بها قول ناثر ، ولا نظم شاعر، لقد أيقظت أمة من رقدة طويلة ، وأخرجت إلى النور أمجاداً تليدة ، كادت أن تطمسها يد الزمان ، وبنيت مفاخر جديدة ، سارت بذكرها الركبان ، ولهج بها كل لسان.

إن من أفضالك التي لا تنسى على عمان وأهلها اختيارك الكريم لمن يحمل راية النهضة من بعدك ليرتاد بها آفاقاً جديدة في سماوات المجد والعزة والفخار . . . جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- وسدد على طريق الخير خطاه ، فقد صنع على عينك ، وتربى في مدرستك ، ونهل من نمير حكمتك وحنكتك .

ومضى قائلا : وبهذه المناسبة المهيبة، أتشرف بأن أتوجه بكلمة رجاء ودعاء ، إلى مولانا حامل اللواء ، وقائد المسيرة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – وأدام عزه وأبقاه ، فأقول : يا خير خلف لخير سلف ، يا نجماً بزع فتألق باليمن والخير سناه ، يا ابن عمان البار ، وسلطانها المختار.

واختتم بالقول : طيب الله ثراك يا قابوس العظيم ، يا قبساً أضاء أرض عمان بالحب والإخاء والسلام ، وسلام عليك في دار السلام ، في مقعد صدق عند مليك مقتدر ، وابتهال وتضرع من قلوب عامرة بالإيمان أن يكتب مالك الملك جل جلاله لمولانا السلطان هيثم ابن طارق المعظم النصر والتأييد، والسداد والتوفيق ، وأن يكون له سبحانه عوناً ومدداً ، وسنداً وعضداً ، وهادياً إلى كل خير ، وحافظاً من كل شر وضير ، إنه سميع قريب مجيب الدعاء ، وصلى الله وسلم على سيدنا ونبينا محمد الأمين ، وعلى آلهوصحبه الغر الميامين ، ومن اتبع هديهم إلى يوم الدين .

قائد استثنائي

إثر ذلك ألقت المكرمة الدكتورة ريا بنت سالم المنذري كلمة أكدت فيها أنه برحيل السلطان قابوس –طيب الله ثراه – فقدت عُمان رجلا عظيما بأمة، يشهد له هذا الوطن الغالي وأبناؤه برحلة كفاح مخلصة طوى فيها ليله بنهاره سهرا وسعيا واجتهادا ومثابرة في سبيل أن يرسم القادم المشرق المتمثل في الوعد الذي رسمه في بداية عهده الزاهر عندما قال: “سأعمل بأسرع ما يمكن لجعلكم تعيشون سعداء لمستقبل أفضل”.

ووصفت المنذرية جلالة السلطان قابوس بن سعيد -طيّب الله ثراه وجعل الجنة مثواه-بالرجل الاستثنائي الذي رحل بهدوء وسلام تاركا لنا ضجيج الأثر، بعد أن صافح كل شبر من عُمان بيمين عزمه مستلا سيف همّته من غمده ليبتر به جذور التحديات، ويمهد الطريق للمستقبل.. ثم رحل ليبقى…

وقالت : يوم أن حملته أكتاف الرحيل استقبلته أكتاف أرواحنا ليمكث فيها وفاء له وإخلاصا لعمان.. التحف الغياب فأصبح أكثر حضورا.. رحل ليبقى ويحيا في دواخلنا وذاكرتنا.. غادر الحياة لكنه لم يغادرنا ولن يغادرنا، وما مات من ربى أبناء يحفظون العهد ويوفون بالوعد ويواصلون مسيرة المجد.

خمسون عامًا قطف خلالها خمسين زهرة من بستان عُمره لتتضوع بها عُمان عبق أريج عطائه وإنسانيته؛ فما بين فجر “وفرحنا شعبا وبلادا” وفجر “وبكينا شعبا وبلادا” قصة مجد، شيّد فيها أعز الرجال وأنقاهم صروحا عظيمة كان هو أعظمها وأفخمها؛ فـ “قابوس هو الفكرة والفكرة لا تموت”.

لقد قرأناك يا سيدي أثرا خالدا في كل شبر من عُمان الغالية؛ لذا سنكتبك وفاء خالدا بعملنا المثمر لأجلها.. تركتها أمانة وسنحملها إخلاصا؛ فأصدق الوفاء اقتفاء الأثر.

واستطردت قائلة : مهما حاولنا أن نعدد الإنجازات التي حققها والدنا الغالي (رحمه الله وغفر له) لما استطعنا حصرها؛ فقد ترك لنا إرثا إنسانيا خالدا قبل الإرث العمراني، وصال وجال في مختلف ميادين التنمية الوطنية منتصرا لعمان لوحدها ولا شيء آخر غيرها. فمنذ تولِّيه مقاليد الحكم في البلاد، أوْلَى حضرة صاحب الجلالة السُّلطان قابوس بن سعيد بن تيمور-رحمه الله – اهتمامًا بالغًا بالتعليم وجعله القاعدة التي يُبنى عليها ارتقاء الوطن، واعتبره ركيزة أساسية للنهضة والتقدم والحضارة وانطلاقة مهمة للتنمية المستدامة، وجعل شعار مسيرته «سنعلم أبناءنا حتى لو تحت ظل الشجر”، كما اهتم جلالة السلطان قابوس بن سعيد (طيب الله ثراه) بنشر المعرفة والبحث العلمي؛ بتنفيذ عدد من المشروعات الثقافية والعلمية في مختلف المستويات والأصعدة، تتصل باللغة العربية والأدب والثقافة والتاريخ والعلوم والفنون والحوار الديني والحضاري؛ لهذا جاء إنشاء كراسي وأُستاذيات وزمالات علمية باسم جلالته في العديد من الجامعات العلمية المرموقة ترجمةً لذلك الاهتمام ورافدًا مهمَّا لمجالات العلم والمعرفة الإنسانية.

وأشارت إلى أنه على سبيل المثال لا الحصر؛ تم إنشاء كرسيين علميين في جامعة جورج تاون بالولايات المتحدة الأمريكية في مجال الدراسات العربية والإسلامية وهما “كرسي السلطان قابوس بن سعيد في الأدب العربي والإسلامي” عام 1980، و”كرسي السلطان قابوس بن سعيد للغة العربية” عام 1993، وفي أستراليا تم إنشاء “كرسي سلطان عُمان للدراسات العربية والإســلامية” بجامعة ملبورن عام 2003، وفي المملكة المتحدة تم إنشاء “زمالة السلطان قابوس بن سعيد الدولية في مجال الأدب والدراسات الإسلامية والاجتماعية” في جامعة أكسفورد عام 2004، و”كرسي صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد للدراسات العربية المعاصرة” في جامعة كامبريدج عام (2005م)، كما تمَّ إنشاء “كرسي السلطان قابوس للدراسات الشرق أوسطية” بجامعة طوكيو اليابانية عام 2010، بالإضافة إلى إنشاء “أستاذية السلطان قابوس بن سعيد في العلاقات الدولية” بجامعة هارفارد في عام 1999، وذلك لترسيخ وإشاعة منهج الحوار البنّاء ومفاهيم السلام وحسن الجوار المستمدة من فكر جلالته، وفي جمهورية باكستان الإسلامية تم إنشاء كل من “كرسي السلطان قابوس لتقنية المعلومات” في جامعة الهندسة والتكنولوجيا بلاهور عام 2004، و”كرسي السلطان قابوس لتقنية المعلومات” في جامعة نيد للهندسة والتكنولوجيا بكراتشي عام 2005م.

وأضافت : لقد أكد المغفور له جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور (طيب الله ثراه) أهمية دور المرأة في مسيرة التنمية الوطنية، وشبه دور المرأة في بناء الوطن بالطائر الذي يعتمد على جناحيه في التحليق إلى آفاق السماوات، ومتى ما كان أحد هذين الجناحين مهيضا منكسرا فإنه لا يقوى على التحليق، وهو اهتمام انعكس في تمكينها في مختلف المجالات ومنحها فرصا قيادية متنوعة، وتوج الاهتمام بتخصيص يوم السابع عشر من أكتوبر من كل عام يوما للمرأة العمانية.

كما رسم فقيدنا الغالي-فقيد الوطن والأمة- سياسة سلام أبهرت العالم بأكمله، حيث طوق سلاحه بيمين إنسانيته فنثر بارود سلامه على الأرض كلها؛ ليشهد له القاصي والداني بأن المبادئ التي اختطها من البداية ثبت عليها دون تردد أو تذبذب، بمرور الأيام أصبح اسمه قرينا للسلام والتسامح والإنسانية والتعايش وغيرها من القيم الراقية التي كتب بها صفحات مجد مشرقة خلدت اسمه في ذاكرة الزمن والتاريخ.

فلنحمله بين تفاصيلنا عملا مخلصا تجني ثمرته عُمان التي سكنت قلبه فأسكنته قلبها، ولنشكره ما حيينا شكرا يليق بالأمانة التي تركها في أعناقنا وأفنى عمره لأجلها، ولنفديها بسنين حياتنا وأرواحنا كما فعل…

وهنا نتذكر قوله الذي ينبغي أن يستنهض هممنا اليوم من أجل مواصلة البناء:

“أرى الأمل يعلو وجه هذا الشعب الذي لا يعرف من العنف إلا دفاعا عن عقيدة، ولا يعرف من الإصرار إلا تصميما على الثبات على عقيدته، والحفاظ على مكاسبه التي تحققت له في مسيرته الميمونة المباركة”

وكأنه في مقام آخر أيضا يصف حُلمه فينا حينما قال: “شعبنا يواصل المسيرة حاملا شعلة العمل والمعرفة والحرية مدركا لحقيقة نفسه، يعي جيدا قيم مكاسبه، يعرف كيف يحافظ عليها وينمّيها ويذود عنها، وبذلك يجني ثمار العمل، والجهد، ويتذوق حلاوة الغد، ويشهد إشراقته. فليس أعظم عند الإنسان من أن يحقق غدا مشرقا”

وشددت على أهمية أن نأخذ بأسباب سعادة فقيدنا

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights