يعقوب بن حميد بن علي المقبالي
الوطن عبارة عن مساحة من الأرض اليابسة وبحور وانهار وجبال واودية، ويعيش عليه مجموعات من الناس ذكوراً وإناث ويكونون في بداية الأمر أفراداً بعدها يكونون جماعات فيتزاوجون ويتكاثرون في ذلك الوطن.
فيبدأ الحراك الإنساني في ذلك الوطن ويبدأ التنافس فيما بينهم، منهم من يعيش في كهوف ومنهم من يبنون اكواخ ومنهم يبنون بيوت من الحصى والطين كما أنهم لا ينسون حماة وطنهم وتراهم يشيدون القلاع والحصون لإستقرار من يعيش بهذا الوطن كما أنهم يقومون بحرث الارض ويزرعونها ويشقون جداول الماء لحاجاتهم من الشرب والإستحمام والطهي وسقي مزروعاتهم ، ومنهم من يبدأون في إختراع ما يجعلهم يبحرون في البحر ليستغلوا خيراته ومنهم من يحترفون في تربية المواشي بشتى انواعها.
وهذا الوطن يصبح غايتهم ومستقراً لهم فيعيشون فيه ويأسسون كياناً لهم ويكون لهم المرجع ويتدارسون فيما بينهم ويتعلمون شتى العلوم فهم يتعلمون ويعلمون بعضهم البعض كل ما يفيدهم وينفعهم ويستفيدون من بعضهم البعض وترى بينهم تواصل ويناقشون ويأسسون قواعد ثابتة لوطنهم.
الوطن يضم الكثير من الناس يمتلكون عقول وتصرفات مختلفة وآراء متعددة لكن هنا يجتمعون في حب وطنهم فتراهم تعلوهم الغيرة على وطنهم يدافعون عنه بارواحهم ويبذلون أنفسهم لحماية وطنهم وكل ما يوجد في هذا الوطن.
فالوطن هو الحضن الدافئ، فلا خير في من لم يحب وطنه وأن أردت أن ترى أخلاق الناس وطبائعهم فانظر لهم من ناحية تمسكهم وحبهم لوطنهم أنظر إلى تصرفاتهم تجاه وطنهم، فالوطن لا يعلوا إلا بعلو أفراده ولن تجد قيمة لذلك الوطن ان لم يتحلوا مواطنيه بالقيم والثوابت الممتدة من كتاب الله وسنة النبي عليه الصلاة والسلام من هنا تأتي الأخلاق والثوابت والقيم ويسود بين تلك الجماعات والأفراد روح التسامح والمثابرة.
