حمود بن علي الحاتمي
طالعنا الكاتب الصحفي يعقوب البلوشي في مقال له بصحيفة وجهات السياحية والتي تعنى بالسياحة عنونه ( أهالي الرستاق ..اعتراض التنمية السياحية )
مغالطات يعقوب البلوشي بدأت من مقدمة المقال (صنف منع الحكومة، ممثلة في وزارة السياحة، القائمة في تنفيذ عدة مشاريع تنموية سياحية في البلد، على أنه اعتراض على تنمية سياحية مدروسة، وأن لغة القبيلة فاقت لغة القانون في مصلحة الوطن) فكما يظهر في مقاله أن القبلية في الرستاق منعت من تطوير عين الكسفة بينما وهو لا يعرف أن أهالي قرية عيني التي بها العين هم نسيج من المجتمع العماني متعدد القبائل ومترابط القوام الاجتماعي ومتلاحم في وطنيته وأهالي الفلج لم يعترضوا على المشروع بقدر ما هو المحافظة على حقوقهم في حصة المياه والذين يرون أن هذا المشروع سيستقطع جزء من وقت تدفقه وهم ينتظرون الحل وهناك حلول تم التوصل إليها وحسب حديث معالي وزير السياحة وتصريحاته فإن الموضوع قد تم حله مع الأهالي وكان حري بك ككاتب صحفي أن تتحرى الدقة في المعلومة وتتواصل مع أصحاب ذوي الشأن كسعادة الوالي أو مشايخ الولاية أو حتى الصحفيين بالولاية .
مغالطة أخرى وقع فيها الكاتب وهي (أن قيام الأهالي بإغلاق مجاري الافلاج مثل فلج الحزم وفلج وبل وتحديد مواعيد محددة لزيارة عين الكسفة هو أمر ينم عن ضعف المنظومة الحكومية ممثلة في المحافظ ولغة التفاهم مع الأهالي والقائمين بجوار هذه الثروة الوطنية التي تخصُ عُمان أجمعها وليس جغرافية الرستاق فقط !. )
لقد سقطت سقطة صحفية يا صديقي لم يسقطها كاتب مبتدئ وهو استمرار لجهالة الأمر لديك .
أفلاج الرستاق تفتح ذراعيها لكل سائح وهي ضمن برامج صانعي السياحة في البلد وممارسيها من خلال تنظيمهم جولات للأفواج السياحية تشمل أفلاج الولاية وعيونها وما ذكرته يجافي الحقيقة ولعلي هنا قبل الرد عليك قد وظفت معارفي الصحفية فقد تواصلت مع الأهالي وبعض مشايخ الولاية ووكلاء الافلاج وعرضت عليهم ما دار في مقالك فاستغربوا الامر وقالوا :- أفلاجنا منذ سالف الازمان لم يمنع أحد من الاستفادة منها وما يتم من تنظيم هو للمحافظة على نظافتها واستدامتها ومن ذلك منع غسيل السيارات وبعض الاشياء التي تتطلب استخدام منظفات صناعية ذات كميات كبيرة مثل الفراش والمنتوجات الصوفية وغيرها مما يؤثر على نقاء المياه ويعمل على تلوثها .
أما تحديد أوقات الزيارة لفلج الكسفة فقد تم اتخاذه بعد ممارسات لسلوكيات غير سوية لبعض الشباب القادمين من ولايات أخرى في وقت متأخر من الليل مما شكل إزعاجا للأهالي ، وقد اتخذ القرار بموافقة الجهات المعنية ولقي ترحيباً من الجميع .
وحينما تطالب الجهات الحكومية حزماً في تهيئة موقع عين الكسفة بالرستاق للاستغلال السياحي وإن كان مشروطا برسوم، وتحقيق خطوات متقدمة بفتح دورات المياه الحديثة فكأنك تقول أن المشروع يجب أن ينفذ ولو بقوة القانون .
وهنا القانون يراعي مصلحة المواطن ويتم عبر إجراءات قضائية عادلة والحكومة مدركة للقانون الذي يحفظ حق المواطنين في مياه العين وتعي أن إدارة الفلج هي إدارة أهلية ذاتية دون تدخل من أي جهة .
فما أضيق الأفق لديك !! وما أوسعه لدى الحكومة التي تعي أن الانسان الغماني هو أداة أي تنمية واستدامتها
وعوداَ على عنوان مقالك (أهالي الرستاق.. اعتراض على التنمية السياحية)فأحب أن أعطيك مثالاً على وطنية هؤلاء الأهالي (مشروع استراحة شروق الشمس بجبل شمس ) تم تأسيسه بجهود ذاتية من أحد رجال الولاية دون دعم مالي من أي جهة حكومية وهو يوظف العمانيين القاطنين في الجبل ومثال آخر وهو :- القائم على تنظيم المواقف العامة لعين الكسفة هم شباب فريق عيني الرياضي الثقافي الاجتماعي ومعهم أهالي عين الكسفة نساء ورجالاَ من خلال تنظيم معسكرات عمل بصفة دورية تتضمن تنظيف العين ومرافقها فضلا عن إقامة فعاليات تحوي الاسواق الشعبية والفنون العمانية المختلفة وغيرها من الفعاليات والتي تلقى اقبالاَ من السائحين .
فعن أي اعتراض تتحدث وعن أي معوقات تهرف بها وتسبب بها أهالي الرستاق في إعاقة تنمية السياحة .
حري بك اليوم إن كنت تمتلك الشجاعة الصحفية أن تعتذر للأهالي عن كل سطر أساء إلى أبناء هذه الولاية من خلال عنوانه البغيض .
ومع ذلك فإن المواطنين بهذه الولاية العريقة لن يثنيهم مقالك الذي يفتقد إلى أبجديات الكتابة الصحفية المتمثل في الدقة الموضوعية عن مواصلة عطائهم الوطني ويدفعهم في ذلك الإخلاص والحماس لهذا الوطن ..كيف لا وهم يرون القدوة ماثلة أمامهم في مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله الذي تخطى الصعاب من أجل بناء دولة عصرية شهد لها القاصي والداني .
alhatmihumood72@gmail.com
