الناس للناس

محمد بن سعيد بن محمد المكدمي

كل منا يمر في حياته بمحطات صعبة، وأخرى جميلة، وأخرى تلك التي يحتاج فيها عونا من الآخرين، أو يكون هو العون لهم ويحتاجون مساعدته.
وللتعاون فوائد تعود على الفرد وعلى المجتمع، فتخلق زيادة في التآخي والترابط والرحمة بين أفراد المجتمع، وتقضي على الانعزالية والشعور بالوحدة والأنانية، وتجعل الاجتماعية سمة لهم كالجسد الواحد الذي إذا أشتكى عضو ألما تداعى سائر الجسد بالحمى والسهر، كما أنه يساعد على اختصار الوقت في إنجاز المهام وتذليل الكثير من الجهد، ويكسب الأشخاص الثقة بأنفسهم من خلال منحهم شعورا بأهميتهم ومكانتهم في المجتمع، فيتعزز الشعور بالعطاء، ويتحقق النجاح والوصول إلى الغايات والأهداف.
فالحياة قائمة على الإنسانية التي يتكافل فيها أفراد المجتمع ويتعاونون فيما بينهم، كي تصبح أجمل للجميع، ولنا في الحديث الشريف الذي يذكر خير الناس درس وعظة، فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (المؤمن يألف ويؤلف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف، وخير الناس أنفعهم للناس) صدق رسول الله الكريم
وأصاب المعري قولا في بيته المشهور:
الناس للناس من بدو وحاضرة
بعض لبعض وإن لم يشعروا خدم.