من ذكريات الجولات السامية لجلالة السلطان قابوس “طيب الله ثراه”
زكية بنت ناصر اللمكية
كم هي الذكريات جميلة والتي اقترنت الآن للأسف الشديد بالأسى والحزن على رحيل فقيد عمان الغالي مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور رحمة الله عليه .
ذكرياتي التي وددت أن أسوقها في هذا المقال هي ما ترتبط بصورة مقالي هذا والتي تعبر عن الجولات السامية لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور طيب الله ثراه .. إذ كنت حينها في عمر صغير، وكان رحمة الله عليه يجوب طرقات بلدة المحاضر بولاية الرستاق وتحديداً بالقرب من متحف البيت الغربي عندما كنا صغاراً ونلحق بالسيارة التي تقل المغفور له بإذن الله تعالى جلالة السلطان قابوس عليه رحمة الله، وكان من لطفه وطيبته والتي تعود عليها كل من يصادفه بطريقه حيث كان يتوقف لنا جلالته ولكل من يجده على الطريق ويتحدث معه الكبار وهو يرد عليهم ويعطف على الصغار والكبار، وهم يتهافتون وراء السيارة فكانت حقيقة ذكريات جميلة جدا، ولاتزال هذه الذكريات عالقة بذهني ولا أظن أنها ستفارق خيالي أبدا ما حييت، وأكثر ما كان يحرص عليه وحسب ما هو معروفاً عنه طيب الله ثراه هو لقاءه بمشائخ ورشداء وأعيان الولايات فيتحدث إليهم بحديثه الشيَّق الذي يعتبر بحد ذاته حديث الأب الحنون إلى أبناءه ، ووقتها كان كل المواطنون يحرصون كل الحرص على مشاهدة ما ينقله التلفاز من برامج لجولاته سواء كان مروره بالطرقات والناس مصطفون على جانبي الطريق أو لقاءاته المفتوحة في السيوح التي يحل بها رحمة الله عليه .
لا اقول وداعاً يا أبي قابوس
لاننا سنمضي على نهجك الذي تربينا عليه وسأظل على كلمتي
و(نحن على طريق الخير سائرون)
هكذا ستمضي المسيرة الخالدة
وسيظل حلمي الذي يراودني هو الطريق الذي يكسوه أهم إنجازاتي.
فالحقيقة أنَّ مسيرتك يا مولاي رحمة الله عليك .. هي عديدة وحافلة بالعطاء وذلك منذ صغري حتى كبرت فهي جميلة تجمع كامل الأوصاف وتصحبها ذكرى أختي التي لم أفارقها يوما وصديقات طفولتي التي شاءت الاقدار أن ألتقي بهم مرة اخرى من جديد ‘عند تأسيسي المتحف فسبحان الله على عظمة المولى عز وجل.
.. أدعو ربي أن يتغمد مولانا جلالة السلطان قابوس بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته .. كما أدعوا ربي أن يوفق مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور المعظم حفظه الله ورعاه في السير بعمان وشعبها قدماً نحو طريق حافل بالإنجازات، مواصلين جميعاً بإذن الله تعالى مسيرة الخير والعطاء تحت ظل قياتنا الرشيدة .