اليوم يوم الجمعة فأكرموا نزله بالدعاء له
راشد بن حميد الراشدي
عضو مجلس إدارة جمعية
الصحفيين العمانية
أسبوع حزين لم نستوعب مفرداته مر كأنه دهر على عمان وأهلها؛ بفقد من واسى العالم كله فيه من شرقه إلى غربه ومن جنوبه إلى شماله، فكان المغفور له السلطان قابوس بن سعيد هو السلطان العظيم في زمن قل أن ترى فيه سلطاناً مثله بكته الأرض والسماء والعيون والنفوس والقلوب؛ فتقاطرت أفواج المعزين فيه وأبُرقت برقيات التعازي لعمان وتوافدت تعابير محبيه عبر برامج التواصل الاجتماعي من جميع أقطار العالم بمحبة عفوية صادقة عبر فيها المحبونَ كلٌّ بطريقته، فلا حدثٌ جللٌ يتحدث عنه العالم سوى وفاة جلالة السلطان قابوس -رحمه الله- ولا سيرة إلا سيرته الكريمة التي تعددت مناقبها بشموخ ذلك السلطان النادر .
جاء بهدوء المكان ليبنيَ عمان، وذهب من المكان نفسه بلا صخب؛ ليسكن بإذن ربه الجنان وقد خلد أمةً عظيمة ووطناً عظيماً ومآثر تتحدث عنها فعال الرجال المصلحة على العروش التي اخطت حياتها من أجل أوطانها فكان له ما أراد.
رحل في جمعة الخير الماضية بذلك الهدوء المعهود عنه؛ صابراً محتسبًا أجره على الله بعد صراع مرير مع مرض عضال لم ينل من عزيمته في أن يظل يرسم لعمان مستقبلها لآخر رمقٍ من حياته فعسى أن يكون ذلك الابتلاء كفارة له، وتكون الفردوس مكانه ومسكنه .
رحل وترك العالمين يثنون على خصاله التي ستكون منهاجاً لجميع الأمم في خدمة أوطانهم بدون ضجيج .
رحل عن هذه الحياة فأكرموا نزله بالدعاء له في ظهر الغيب، وساعات حياتكم وأيامكم.
رحل وفي مثل هذا اليوم المبارك من الجمعة الماضية فلا تنسوا أن تخصوه ببركة دعائكم له.
أكرموا نزله بالدعاء والترحم عليه واسألوا له الجنة والمغفرة فجلالة السلطان الراحل – طيب الله ثراه – لم ينساكم لحظة في حياته؛ حيث سعى وبنى وشيد وأكرم وبذل واجتهد وضرب أروع المُثل والتضحيات من أجل إسعاد أبنائه والعالم أجمع بما قام به بصمت المخلصين لله رب العالمين.
فرحمة الله تغشاك جلالة السلطان قابوس ما تعاقب الليل أو النهار، وإلى جنات الخلد مثواك .
وأعان الله ووفق صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد المعظم لقيادة المسيرة وأعانه على مهامه الجسيمة من أجل عمان والعالم أجمع في سيرة زكية خالدة بإذن الله لعمان وقائدها وشعبها الكرام .