2024
Adsense
مقالات صحفية

حمود الطوقي الصحفي العماني الذي يُشار اليه بالبنان

حمود الطوقي الصحفي العماني الذي يُشار اليه بالبنان

الكاتب الصحفي : ضرغام أبوزيد ، السودان

عّندما جاءنا الطفل حمود بن علي الطوقي الى مقر جريدة الوطن بالوطية بالعاصمة العُمانية مسقط عام 1984 ، وعمره لم يتجاوز وقتئذ الخامسة عشر  وبصحبته أستاذه الأردني ياسر سلامة وقدمه للجريدة كطفل موهوب ، وبعد الجلوس معه واقناع الاستاذ محمد بن سليمان الطائي المدير العام ورئيس التحرير وافقنا انضمامه لأسرة الرطن على أن يكون مساعدا لتحرير صفحة أبناء الوطن التي تصدر أسبوعيا وكان الطفل الصغير يواظب على العمل في الجريدة في الفترة الصباحية وكنت ارى والده الشيخ الجليل علي بن محمد الطوقي امام جامع السلطان قابوس بروي يوصله لمقر الجريدة بالوطنية بعد صلاة العصر وياتي لأخذه بعد صلاة العشاء .
الطوقي الصغير  كان محررا لصفحة ابناء الوطن وشخصيا كنت أتنبأ له بمستقبل باهر في بلاط صاحبة الجلالة بناء لمخرجات الرغبة العارمة في التعلم والبادية في كل خطوة من خطواته في ذلك البلاط المهيب .
مع مرور الوقت اصبح الطفل حمود الطوقي أحد أفراد طاقم جريدة الوطن وعمل بجواز كبار الصحفيين بالوطن الذين يكبرونه سنا ، وكان بالفعل أصغر زميل شهده تاريخ الوطن العُمانية منذ إنشاءها ، وكان يتنقل بين المكاتب وصالة التحرير والإنتاج والتصحيح وحتى تحميض الصورالفوتغرافية بالمعمل الداخلي الخاص بالوطن أيام الأبيض والأسود .
اكتسب الطوقي محبة الجميع واعتبرناه رغم صغر سنه  زميلا وصديقا وشريكا في الهم الصحفي ، وكان عند حسن الظن به .
كبر الطوقي وتخرج في الثانوية العامة ليشق طريقه في الدراسة الجامعية بالمغرب لعدم وجود جامعات بالسلطنة في ذلك الوقت ، واصل الطوقي تألقه كمراسل صحفي معتمدا من جريدة الوطن بالمملكة المغربية ويتميّز في نقل والإنفراد في كتابة الأخبار الصحفية بمهنية فائقة .
كان الطالب حمود الطوقي شغوفا ومحبا للعمل الصحفي كيف لا وقد تتلمذ على يد أساتذة لايشق لهم غبار في المهنة منهم مجدي العفيفي وفوزي مخيمر ومؤمن خليفة وأحمد أنور والمغفور له عبدالستار خليف وسامي حامد وصلاح جابر ومحمود سرحان وغيرهم .
كنا نرى الطوقي الصحفي متميزا وكان في عطلاته السنوية يعمل بشغف ويقضي وقته في صالات التحرير  متنقلا. بين المحليات والثقافة وبريد القرّاء  والمنوعات والرياضة .
تخرج الطوقي  وتألق كاسم صحفي في الصحافة المحلية وكنا نفتخر عندما نرى أسمه يتصدر منشيتات الجريدة بأخبار انفرادية كانت نتاج مثابرته وجهده ، ذلك كان يسرني شخصيا وتحديدا فهو في الواقع إبن لي ، على هذا الإساس كنت أتعامل مع الطوقي ، والأب يسره بطبيعة الحال تميز ونجاح وتألق إبنه ، لقد وضعت كل رهاناتي العقلية والمنطقية عليه منذ ذلك الوقت ،وقد أبلغت شقيقه الصديق الاستاذ محمد بن علي الحارثي بذلك وقلت ان بيت الطوقي يستشرف بصحفي له مكانته المهنية.
والآن ها أنذا هنا في العاصمة السودانية الخرطوم تتناهى إليّ من على البعد أصوات صهيل خيل الطوقي من مسقط ومن عواصم عالمية وعربية شتى فينتابني إحساس عارم بالإنتصار ثم بالإرتياح والغبطة والمسرة .
وعند إطلاق ملحق الوطن الإقتصادي الإسبوعي أوكلت المهمة الإشرافية عليه للزميل الطوقي ليحقق عبره المزيد من النجاح وليحلق عاليا في سماوات الإبداع وليوثق علاقاته الشخصية مع كبار المسؤولين في الحكومة والوزراء والمستشارين .
في عام 1991 أوفدناه لليمن الشقيق في مهمة صحفية لتغطية وقائع اتفاقية رسم الحدود بين السلطنة واليمن ، وقد فاجأنا كما عهدناه بإجراء حوار مطول مع الرئيس اليمني علي عبدالله صالح والمشير  عبدالله السلال ، هكذا الطوقي على إستعداد لخوض غمار أي نزال بدون خجل أو وجل أو رهبة .
وعندما زار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات مسقط كلفناه بإجراء حوار مطول معه برفقة زميله بالوطن عبد الله بن سعيد الجهوري ، وكان حوارا عميقا ورصينا أكد على سعة أفقه وإطلاعه الواسع على مجريات الأحداث على الأرض وخصوصا التشابكات العصية الخاصة بالقضية الفلسطينية .
عندما وجد الزميل حمود نفسه مضطرا لمغادرتنا لسوق مسقط للأوراق المالية كنت حزينا على نحو شخصي ، لقد إفتقدت إبني الأثير فعلا ، غير إنني كنت متابعا له في موقعه الجديد وكنت أرى بأنه يخوض غمار فتح جديد ، وليضيف تجربة حياتية وعملية جديدة ستثري مسيرته العملية وقد كان .
وهو في سوق مسقط للأوراق المالية أسس الطوقي مجلة سوق المال وكان رئيسا لتحريرها ، وإلى جانب ذلك كان مديرا لمكتب صحيفة الإتحاد في مسقط  بتعيين رسمي من جريدة الإتحاد الإماراتية ، وفي ذات الوقت كان مراسلا لوكالة الأنباء الكويتية .
الطوقي كان حريصا على كتابة زاويته الأسبوعية (حقيبة ورق) والتي يقدم من خلالها وجهة نظرة في القضايا والمستجدات المحلية ولايزال يتأبط حقيبته منذ ذلك الوقت ويطوف بها كل ركن قصي وقريب ، حقيبة الورق الطوقية تستضيفها صحيفة الرؤية العُمانية التي يرأس تحريرها الزميل العزيز المكرم / حاتم بن حمد الطائي .
ولأن طموحات الطوقي مشرئبة أبدا وترنو للسماء كهدف فاجأنا بإنشاء مجلة الواحة العُمانية كأول مولود له وإيذانا بإنطلاقه بالسرعة القصوى في هذا المضمار اللا محدود .
الواحة تكمل الآن بحول الله عامها الخامس عشر من عمرها المديد السعيد ، ولأن الطموح غير محدود كما أخبرتكم فطبيعي أن يمتد ويستطيل لينشئ الطوقي مجلة مرشد للأطفال كأول مجلة عُمانية متخصصة للأطفال ليخوض مغامرة جديدة في مجال ادب الطفل .
لن انسى على الاطلاق وانا على وشك مغادرة العاصمة العمانية مسقط وفي اجتماع عفوي مسائي تم في احد المطاعم بمدينة الخوير انني قد طرحت على الزملاء حمود الطوقي ، وعبد الله الجهوري ، ويوسف الهوتي ، وعلى المطاعني ، فكرة او ضرورة وحتمية تكوبن جمعية للصحفيين العمانيين ، ولله الحمد نضجت الفكرة واعلنت جمعية الصحفيين العمانية عن نفسها عام 2004 عندما فتح المجال لتأسيس الجمعيات الأهلية بالسلطنة ، وكان هذا الإجتماع هو اجتماع المؤسسين لجمعية الصحفيين العمانية هذا ماسجله التاريخ الصحفي العُماني ، وكنا شهودا على أن التاريخ قد فعل هذا ، بعدها رفعت الأقلام وجفت الصحف .
ولأن حمود في البال والخاطر رغم إننا الآن في الخرطوم وهو في مسقط ، فإن أنباء ولا نقول أخبار فتوحاته الصحفية تصل إلينا كالغيث النمير هنا في الخرطوم ، فينشرح صدري إزاء حقيقة إن هذا الأبن البار يمضي في الطريق الصحيح غير هياب ولا مستكين .
نراه يمثل السلطنة في المؤتمرات والقمم العربية والدولية والإقليمية ، نراه مع ملوك ورؤساء الدول حتى أطلقت عليه لقب ( ملك السلفي) مع الرؤساء والزعماء ، هذا يدل بأن حمود يملك الشجاعة الأدبية الكافية لتجعله يخترق السياج المضروب عادة حول الزعماء ورؤساء الدول ليطلب منهم سيلفي ، مع إبتسامته المشرقة التي يقول عبرها إنني هنا ، ثم أقول همسا لاجهرا بأن الطوقي عضو فاعل بجروب قدامى المحاربين الإعلاميين ..

ضرغام أبوزيد
صحفي وكاتب
مشرف جروب قدامى المحاربين الإعلاميين
الخرطوم / السودان

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights