وانقضت خمسون عامًا
جمعة بن طالب الشكيلي
من كان يصدق أن تلك الابتسامة سترحل عنا وأن من وعدنا بأن هناك فجرًا مشرقًا سيأتي أتى بليله البارد الممطر ليعلن عهدًا جديدًا.
رحل بصمت بعد أن ودعنا وجهز أنفسنا لنستقبل خبر رحيله ومع كل هذا لا زال الأثر باقيًا.
أعد العدة وهو على الفراش ينتظر لحظة ملاقات ربه ورغم ذلك أكمل التجهيزات وأعطى الزمام وسلم الأمانة وتوسد يمينه راضيًا مرضيًا يبتغي جنة عرضها كعرض السموات والأرض.
الأب الذي وعدنا بأنه سيعمل بأقصى ما يمكنه لجعلنا سعداء أكمل رسالته وأرسى أمانته وفي ظل خمسون عامًا أصبحت عمان سيدة السلام وعروس الخليج ومطمع القلوب.
نعم إنه رجل السلام سيدي وحبيبي ومولاي حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد فقيدنا الذي أتعب رحيله أنفسنا وأحزن أرواحنا بابا قابوس عليك رحمة الله وتغمدك فسيح جناته.
وضع رسالته نصب عينيه أمان وسلام وحب وعمل بصمت رسالة رغم ثقلها وصعوبتها حملها بكل إخلاص بها أفاق عمان من قبليتها ووحدها وجعل شعارها المحبة والسلام جملها بعمل دؤوب بلا كلل أو ملل هجر نفسه وأهملها ليجعلنا سعداء نشر رسالته في أرجاء الأرض لتصبح عمان سيدة السلام وسلطانها رمزه الوضاء.
خمسون عامًا انقضت جاء فيها ببساطته ورحل عنا ببساطته مثل النسمة نثر عبير حبه ليكون وقع رحيله هو البكاء والدعاء له جعل القلوب تحبه دون استئذان وجعل الأنفس تتعلق به شغفًا دون مصلحة لأنه أحبنا بصدق فأفديناه بأرواحنا.
خمسون عامًا مضت وهو يعلمنا ويربينا بجعلنا ندرك قيمة نشيدنا السلطاني فكل كلمة كتبت وخطت لها وقع في حياتنا.
لا أعلم كيف أنهي كلماتي لأنني لم ابتدأ بعد ولا أعرف كيف أكتب فحبر حروفي يرفض الانصياع لأفكاري ولكن سأختتم بكلمات علها تواسي تقبل خبر رحيل مولاي اللهم لا اعتراض لقضائك ولكن نسألك اللطف فيه.
“أبشري قابوس جاء فلتباركه السماء” .