خَففْ النبضَ فمَا منْ مهرَب
عزماء الحضرمية
الأيامُ تمضي وأنَا وأنتَ لمْ نمضِ، ونحنُ ذاهبونَ بأفكارِنا إلى جهنمِ القلُوب، فلا رادّ لنَا منْها إلا الحُبّ، لمَاذا لا نواجهُ في طريقِنا للحُبّ بعْضَ الإشاراتِ، كأنْ يُشار إلينَا:
– انتبه، أمامكَ مُنعطَف.
– خففْ النبضَ فمَا مِن مهرَب!
– أمامكَ تعويذَة حبٍّ قاتِلة.
– حلّت عليكَ اللعْنة.
– تبًا لَك.
نعَم إنّه اللعنَة التي تقودُنا دائمًا لجهنّم العشْق، فتصلُ بنَا إلى ذاكَ المُفترَق، وما إن نشرَع بالهَرب حتى يُسقط الحُبّ على قلوبِنا تعْويذتَه، ما هَذا الحُبّ؟! يُقالُ أنّه سفرٌ بلا مَشقّة، مُخطئون، هو المَجرةُ ونحنُ كَوكبٌ مُحطمٌ ، فلماذَا يبتذِلونَ الكلمَات ويُرهقونَ الأحرُف فمَا إن نقرأهَا نجدُها مُلغمَة، ماذَا صنعنَا حتَى نواجهَ كلّ هذا العنَاء ؟
إنّنا نتجاوزُ ولكنّ لعنةَ الحُبّ لم تشأْ مغادرتَنا منذُ تلكَ اللحظةِ التي قرّرنا فيها المَسيرَ معًا، فهلْ لنَا يا قلبُ من سبيلٍ يُقصينَا من دوامَةِ القلقِ التي نعيشُها، متَى نتعلمُ وندركُ حقًا أن القلوبَ ليسَت سلعةً تباعُ ، ماذَا حلّ بنا كيْ تنهالَ علينَا نيرانُ الأعدَاء؟ أتذكرُ حقًا حديثَنا ونحنُ على طاولةِ الفراقِ مُجتمعُون.. أقصدُ مُشتّتون! ، آمنا أنّ الحبّ هو قضيتنَا الكبرَى، فأدينَا شعائرَه على أكملِ وجْه وحينَ وصلنْا هُنا، نفضَ يدَه من هذَا الحبّ ورحَل، لم يعلمْ أنّني أصوغُ من الحروفِ سهامًا تخرقُ قلبَه فيخرّ ندمًا، سأكتُب كالشيطانِ الثائرِ ذاكَ الرحِيل وسأخْتمه بدمِك، سيكونُ طابعًا مُميزًا للرسائلِ التي ألقيتَ بها، الآن أخبُرك حقًا أنّ تراجعكَ كان حُمقًا وغبَاء، لستُ خائفةً من تِلكَ الخطوةِ ولا هيّابةً ممّا سألاقيهِ ولكنّك خسِرت، ولو أنّ هنالِك كلمةً أخرَى تصفُك لمَا توَانيتُ فِي ذِكرهَا.
فقط اقرأْ فاتِحة الكتَاب علَى رُوحكَ، فلنْ تنْسى ولنْ أنسَى وستنهشُ قلبكَ أنيابُ الذكْرَى فَتموت، ولنْ يقوَى قلبُكَ الصدِئ على هذَا الفرَاق، ففِي قانُونِ العِشْقِ لا مهرَب يا عِزيزي!