2024
Adsense
قصص وروايات

(ولكن أتظنّ..)

فؤاد البوسعيدي

 

أظنّ أنّ المكان غريب،
وأظنّ أنّ الموعد عتيم..

وأظنّ أنّ قطرات المطر
تساقطت غيثاً في دنياي ودنياك،
وما خُلِقَت إلا لتزيد بهاؤك كبهاؤها..

وأنت وذاك النّفاف
يسيل في وجهك أظنّكما
كغيم يعلوني..

وأظنّكما وهذه السّماء
ما خُلِقْتَما إلا لتسكنا كياني..
فأراكما كما أرى جمال الشّطئان..

وأظنّ بأنّي كلما نظرت إليك،
زدتني في قلبي وفاءاً لأهواك..

أظنّك..
كلما عبرت أمامي..
كنت كذاك النسيم من البحر
يأتي في كلّ مساء..
هبوبَ وشموخَ حُسنٍ
يسبق أوصافك..

وأظنّ..
صدفةً كان اللقاء،
وكأنّ كلّ المواعيد
ألمٌ وجراح عظيمة..

وأظنّ كلّ اللّقاءات
تجبرني بألاّ أنساك..
وما أظنّك..
تكره مواصيلي
وصدفة تلك اللّحظات..

ولكن عندما خطوتَ إليّ،
أتظنّ أنّي لم أراك..
أتظنّ أنّي لم ألحظ سواد عيناك..
أتظنّ أني لم أسمع قلبك يناديني..

أتظنّ أنّي ما رأيتك وأنت لي تبتسم..
أتظنّ أني لم أشعر بك والشوق لي غالباً..
أتظنّ إني لم أعد أعرف خطواتك..

أظنّ ذلك المكان..
وهذا الموعد..
وذاك المطر المنهمر..
ألبسوني عتمة الغريب..
وقطرات المطر هذه،
في وجهك تتساقط..
ومنذ رأيت إنعكاسها،
بدت لي كالقمر فوق السّحاب..
(ف)جلّ من سوّاه وسوّاك..

وما عدت أظنّك،
سوى خلٌّ أضحى لي قريب..
وما عدتُ لك سوى
خلّ يحسن الظّن بك عند رُؤياك..

فيا من قد أتيت إلينا ونحن في غفلةٍ،
أظنّ إني همست لك بقلبي مُرحِّباً..
وأظنّك كالمليك عظيماً إن حضر،
رأيتَ الرّعايا وهم صمتاً قد سكنوا..
فذاك حال الفؤاد يا من قد شرّف،
أظنّ لسان السّلام والوداد قد قُطِع..

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights