من رحم الموهبة تولد التنمية
حمد بن سيف الحمراشدي
قد لا يتفق معي البعض في مغزى هذا العنوان إلا أنني أجده مناسباً في طرح الفكرة بشىء من البساطة لكي نخرج منها (أن الهواية والموهبة معا هي أحد منابع النجاح) ، وفي أغلب ما يمكن التفكير فيه لنصل إلى تنمية بشرية حقيقة ذات أرضية صلبة وناجحة كون الأفكار تأتي من خلال (موهبة ) والموهوب يمتلك قدرات ذاتية من الله بها عليه دون غيره فنجد مثلا موهبة الرسم وموهبة الإنشاد وموهبة
التأليف والكتابة ولهذا فإنني أرى أن الموهبة كنز يجب ألا نفرط في تنميته والأخذ بالموهوب ورعايتها حق رعاية فإن الموهوب والهاوي إن لم يجد التشجيع والرعاية قد يسقط في اليأس والإحباط وتموت قدراته ورغباته وبالتالي فإن الخاسر الأول والأخير في موت القدرات المميزة هو المجتمع الذي هو بحاجة إليه أكثر من الموهوب نفسه لأنه قد يجد مخرجا في ممارسة أي عمل في كسب رزقه وليس بالضرورة مجال هوايته ورغبات موهبته.
وفكر الإنسان منوط بما يميل إليه من رغبات في الشعور والإحساس أن نجاحه يكمن في فعل كذا أو ممارسة كذا ولهذا فالحق أن لا تتم مصادرة فكر الموهوب بحجج واهية سواء في الدعم المادي أو المعنوي وبحجة غياب الجهة المعنية .
قد يرى الكثير من الناس أن الأسرة هي المسؤولة أولا وأخيرا عن أبنها أو إبنتها الموهوبة مثلا وهي التي عليها أن تدرك أي الأسرة موهبة الأبناء وعليها فعل كل ما هو مستحيل لأجل أبنائها .
نعم هي التي عليها أولا الأنتباه لميول الأبناء وما يرغبون في ممارستة سواءً ممارسة فكرية أو ممارسة بدنية أو ممارسة هندسية وما إلى ذلك من تعدد المواهب والأفكار والقدرات.
لكن نعود ونقول هل كل الأباء والأمهات قادرون على فعل ذلك وهل لديهم الفكر والمعرفة والثقافة التي تؤهل كلا الأبوين أو أحدهما في تنمية قدرات ما يفكر فيه الأبناء والأخذ بهم إلى تحقيق نما الموهبة
ومع وجود مسببات غياب الأب في السعي لتوفير مصدر دخل الأسرة وربما عمل الأم وعدد الأبناء في الأسرة الوحدة حيت أغلب الأسرة بما من عدد الأبناء المزيد ولله الحمد وهنا تزداد حجم المسؤولية في التربية وتوفير متطلبات الأبناء في كل شي وليس العبرة حقيقة في الرغبة لعدد الأبناء وأنما كيف نعمل من أجلهم .
هناك مواهب في الكثير من الأسر وتنصهر حقيقة حينما لا تجد من يرعاها في داخل الأسرة وخارجها وقد يولد من ذلك حالات مرضية غير واضحة مثل الإكتئاب واليأس والإحباط وربما تتوسع تلك الحالات إلى الخوف من الغد والمستقبل .
ربما لا يوافقني الرأي الكثير من من يقرؤون هذا المقال أن فقدان الموهوب رغباته وهواياته يؤدي إلى حالات مرضية غير واضحة.
ومن ما نجد أن هناك ممن يحاول أن يمارس موهبته في المنزل ويسوقها بأبسط الطرق ويشعر بالأرتياح فلم يجد من يساعده ويقف معه ومع ذلك فهو مستمر .
نساء يعملن في صناعة الخبز العماني الخفيف والذي تميزت به الأسرة العمانية وبدأ أن يغيب عن المائدة العمانية في ظل ظهور أنواع الخبز الوافد وأنواعه مثل هذه النساء أليس لهن حق الحماية والمساعدة في تسويق أنتاجهن وبحرفيةمتطورة تتماشى مع العصر وقس على ذلك أنواع الطبخ والحياكةوغيرها ..
أغلب الولايات تتواجد مبان راقية جدا وبها من الوسائل ما يكفي لرعاية مثل هذه المواهب التي تدخل على الأقل في شؤون الأسرة هذه المباني تحمل أسم جمعيات المرأة العمانية ولها أهداف إجتماعية تعتني بالأسرة ولكن تبق المرأة الموهوبة أو الفتاة الجالسة في المنزل تحت رحمة الفراغ لا جدولة لها في أجندة الأهتمام ألا النظر اليسير هنا نرى أن يتم كل شهرين على الأقل عمل سوق لبيع كل منتجات الأسر في القاعة الضخمة الكبيرة المتسعةفي كل مبنى لهذه الجمعيات وبذلك نحقق الكثير من النجاحات منها الأهتمام بالمنتج الأسرى وتسويقه ورعاية الموهوبات بطريقة مباشرة أيجاد دخل للأسر أو قل دخل للعاطلين عن العمل وما أكثرهم وأضف إلى ذلك أن يخلق هذا السوق كل شهرين تبادل أفكار وثقافة وفرص للتنمية المجتمعية وبقوة من خلال الموهبة الموهبة هبة ومنبع التنمية الحقيقة في كل المجتمعات ففي الخطوة الأولى وبساطة الفكرة تولد الأفكار الكبيرة والنجاح في بناء المجتمعات .