*الإِدَارةَ فنٌّ* موقف مدرسيّ وتعامل راقٍ
قيس الخزيري
ما زال المشهد في مخيلتي لم يفارقني وكأنّي أراه، في أول سنة دراسية بدأت في مشاور التعليم حيث توظفتُ في تلك المدرسة الراقية مدرسة الوطية للتعليم الأساسيّ وكانت من أحب المدارس لي، كان الشوق إليًها يجعلني أزورها ليلًا وأرى هناك ثلة من المعلمين يعملون في مركز مصادر التعلم يجهزون الأنشطة والوسائل والسعادة تملأُ نفوسهم، منهم من يدرس ومنهم من يقرأ ومنهم من يحضر ومنهم…
أمّا فترة الصباح لم تكن سهلة بالنسبة لي فقد كان لديّ ٢٨ حصة في الأسبوع ولا أجد متنفسًا بين الحصص من حصة إلى حصة حتّى أوقات الفراغ على قلتها كنت أمسك أحيانًا بعض حصص الاحتياط لقلة الكادر التعليميّ ووجود بعض الظروف التي تمر بالمعلمين ومع كلّ هذا كانت المدرسة بيتي الثاني في حدود السادس والسادس والنصف كنت في المدرسة صباحا قبل الطابور بساعة أو بنصفها وقد وجدت من المدير في تعامله الراقي ما جعلني أشعر أنّني المدير..
ابتسامة وسرور وشكر وثناء منه، ودائمًا ما يرتب لنا رحلات شهرية يشرف ويعمل على تجهيزها بنفسه..
كنتُ في غرفة المعلمين عندما فتح المدير الباب وهو يبحث عن شخص ما، رأى المعلم اتجه إليه مسرعًا قام بحضنه في شكل لافتٍ قال له: فلان وقع على الاحتياط، قال المعلم: لا أستطيع أن أرفض لك طلبًا.
سبحان الله ما صرخ في وجهه أو وضع الاستجواب بين يديه أو هدده بمعاقبته أو محاسبته على الغياب كما يفعل بعض مديري المدارس.
كان قمة في الأخلاق والتعامل الحسن، ولكم أن تدركوا كم هي الإنجازات التي حققتها المدرسة في تلك الفترة والجوائز وغيرها فضلا أن المديرية كانت تقييم الكثير من دوراتها في هذه المدرسة.
فشكرا لكل مدير ناجح يمتلك فن الإدارة والتعامل مع الآخرين.
ولاية بوشر، سلطنة عمان.
١٨ ربيع الأول ١٤٤١هجريا
١٥ نوفمبر ٢٠١٩م