إعاقتي لن تعيقني
بدرية السيابية
سبحانك ربي ما أعظمك تأخذ شيئا وتعطي شيئا وبطبيعة البشر ينظرون لبعضهم نظرة عدم الرضى والقناعة والبعض يحمد الله على ما هو عليه من وضع يتعامل معه بكل شفافية في الحقيقة هناك فئة من المتفائلين هكذا اسميهم يتعاملون مع أجسادهم المعاقة بكل سهولة ويسر ويبقى الفكر يعطي ويحفزهم على تغير وضع ليس بأيديهم حيلة تجاهه بل أمر من الخالق.
فتجد من فقد يده أو ساقه أو بصره كل هؤلاء المتفائلون لم يجعلوا أنفسهم اتكاليين على الآخرين بل انتصروا على أنفسهم بكل جدارة وثقة، وأثبتوا بأنهم قادرين مثابرين لخلق جو من الإبداع وعدم اليأس وجعلوا في طريقهم نورا يشع ليضيئ فكرهم دون النظر للإحباط .
مؤخرا حضرت فعالية جدا جميلة فكان هناك من الحاضرين والمشتركين من فئة المتفائلين بركن خاص له مع أنه شخص مقعد بكرسي متحرك ولكن في الحقيقة انبهرت بما يصنعه هذا المتفائل من صناعة السيارات الكلاسيكية المميزة من الخامات البيئية التي يشكلها بأشكال مختلفة فحقا يستحقون الدعم الكامل لتنمية الثروة المخزونة في فكرهم والوقوف دائما من خلفهم بالتشجيع والتحفيز لهم .
فقلت في نفسي سبحانك ربي ما أعظمك فهذا لم يجعل اعاقته تعيقه بالعكس أعطته حافز مسلم بكل جدارة واستحقاق ليفرغ طاقة حيوية تنقله من مرحلة إلى مراحل متقدمة مشجعة له ،،،فألف تحية لهذا المتفائل فهو يستحق الدعم والشكر أمضي بدربك وأجعل طموحك يعلو فوق المستحيل .
هناك شخصيات كثيرة في العالم لها بصمة واضحة وإبداع نادر من نوعه فهم حقا رغم اعاقتهم الجسدية يستحقون الثناء فيما قدموه بشتى المجالات، فلتكن أنت أيها القارئ مثالاً يحتذى به وأجعل لحياتك هدف مرسوم لينتج نتاجا تفتخر به بكل مراحل حياتك ولا تتكاسل في نهاية المطاف ثابر واجتهد ليصل كل طموح لمبتغاه اعاقتي لن تعيقني..