وشاح فاطمة ليس للبيع!
راشد بن حميد الجهوري
وزحفت نحو خيمة الفضيلة ألسنة اللهب، وكثرت الأيادي حمالة الحطب، ودقت طبول (الحرية) و (التفاهة) و (العجب)، فلم يبق في بحور شعرهم وزن للحياء، وكل الذي بقي ظل قافية الأدب.
وزاد تطاير الشرر من لهيب خشب شجرة العلمانية البالية، وحاول الاقترب من أوتاد: (ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها) (وليضربن بخمرهن) (ولا يضربن بأرجلهن) الثابتة الراسخة، وازداد الدخان المتصاعد الذي شرقت به بعض الطيور المغردة، فأتت بإلحان غير مألوفة، ونغمات مرفوضة حتى تكسر من كثرة الضجيج غصن النخيل وتساقط الرطب، والأصل في البلابل أن لا تغني بغير حناجرها.
وبعد: فقد مات اللهب وضوء اللهب، وبقيت خيمة الفضيلة تظللها نجوم السماء، وتحميها أوتاد الإيمان الراسخة، وفي الحكاية رسالة واضحة لا تقبل التأويل: أن وشاح فاطمة ليس للبيع، وأن الثوابت الشرعية ليست مادة للنقاش.
وسيظل الحجاب رمز إسلامي مقدس، وعبادة تتقرب بها حفيدات أمهات المؤمنين إلى الله تعالى، وأي محاولة تقلل من شأنه أو تسعى لجعله حرية شخصية يستسيغ المجتمع المسلم أمر التساهل في تركه، ما هي إلا محاولات تدعم الفكر الحداثي المعادي للدين.
وختاما: كل إنسان محاسب على انحراف سلوكه وعدم تطبيقه لأوامر الله، والخطر الأكبر في أن يرتقي الانحراف السلوكي إلى انحراف فكري تتبناه فئة من أفراد المجتمع المسلم نفسه، وتحاول تسويقه بطريقة أو أخرى في مجتمعاتها، وتستغل منابر الملح قبل أن يذيبها وابل السحاب الشاتي.