سلطنة عُمان تحتفل بالعيد الوطني الرابع والخمسين المجيد المجيد
Adsense
مقالات صحفية

رسائل الجمعة اختفت

طالب المقبالي

muqbali@gmail.com
في صباح يوم الجمعة الذي صادف يوم عيد الأضحى المبارك اختفت رسائل الجمعة التي كانت هواتفنا تئن من حملها .
فلم تعد الجمعة في هذا اليوم جمعة مباركة ولا جمعة طيبة ، وأخشى ما أخشاه أن لا تكون هناك صلاة جمعة .
فقد تهافت الجميع إلى موائد العرسية والهريس والمضروبة والعصيدة .
وقد ضاعت صلاة الجمعة بين المسالخ لذبح الأضاحي وإن كانت في الواقع ليست بالأضاحي كما هي في عيد الأضحى المبارك ، ولكن من العادات العمانية في كثير من ولايات السلطنة أن يصاحب الاحتفال بعيد الفطر المبارك ذبح الأغنام والأبقار والإبل من أجل الشواء والمشاكيك ، فبقدر ما هي مكلفة مادياً وعادة غير ملزمة شرعاً ، إلا انها من العادات الجميلة التي توارثتها الأجيال من أجل اللمة والألفة في التجمع الأسري بين أفراد الأسرة وبين الجيران .
لقد أكثر من ألف وثلاثمائة رسالة تهنئة بالعيد ، وبرغم هذا الكم الهائل من الرسائل إلا أنني لم أجد من بينها رسالة واحدة عن الجمعة ، مما يدل أن إرسال رسائل الجمعة ما هي إلا عادة اعتاد عليها الناس ، وتدحض الحجة التي يدعيها البعض بأنها رسائل تذكرنا بالدعاء وبالتضرع إلى الله تعالى والتقرب إليه ، هذه الرسائل اختفت اليوم ، فهل أصبحنا لسنا بحاجة إلى التذكير بالله في حضور أطايب الطعام وموائد اللحوم .
فأين المدافعين عن رسائل الجمعة ؟ وأين المتعصبين والمدافعين عن هذه الرسائل ، والغريب أنها ليست رسائل الجمعة التي اختفت هذا اليوم وإنما رسائل تحايا الصباح والمساء ورسائل الساعة العاشرة التي ابتدعها البعض ، كل هذه الرسائل اختفت ، فلا صباح ولا مساء ، ولا جمعة ، لقد نسيناها ، فمن النعم التي أنعم الله بها علينا هي نعمة النسيان ، ولكن ليس لنسيان الجمعة وإنما نسيان المحن والصعاب .
وحتى لا أستهلك الوقت في موضوع رسائل الجمعة ، هناك مطالب بالكتابة عن ماضينا الجميل ، فبعد خروجي من مصلى العيد طالبني بعض الإخوة الأعزاء كتابة مقال عن العيد وعاداته بين الماضي والحاضر لما لمسوه في بعض مقالاتي من مقارنة بين الماضي والحاضر ، فهناك من الشباب من يستأنس لسماع قصص الماضي ، فيجدون المتعة في استرجاع تلك الذكريات التي قد تبدو لدى جيل اليوم صعبة وقاسية ، فيما يجدها الجيل السابق ذكريات جميلة تمتزج بالبساطة والمتعة ، بعيداً عن الترف والمبالغة في الاحتفالات ، وقد تطرقت إلى بعض العادات القديمة في الأعياد في مقالات سابقة وهي مدونة في إصداري الأول من كتابي ” رسائل ” في جزئه الأول الذي صدر هذا العام وتم توقيعه في معرض عمان الدولي للكتاب ، حيث اشتمل الكتاب على مائة مقال حافلة بالقصص والذكريات الجميلة عن الماضي بحلوه ومره ، فما إن وقع الكتاب في يد قارئ إلا وأعجب بالمقالات التي نشرت في ذلك الكتاب .
فالتطرق إلى تلك العادات هي تكرار لما كتبت ، ولكن في مقالات قادمة سوف أتطرق بإذن الله إلى جوانب أخرى من العادات الجميلة التي بدأ في الانقراض ، وما تبقى منها قد تعرض للتحريف .

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights