الجمعة: 12 ديسمبر 2025م - العدد رقم 2762
مقالات صحفية

تقنية تتسارع ووعيٌ يتعثّر

   المهلب بن علي المعيركي

في عصر السلطة التقنية ، اصبح عالمنا اليوم مُفعَّم بالتطور سواءً كان في التكنلوجيا والعلوم وبفضل هذه التطورات جعل العالم كقرية صغيرة يستطيع كل قاطنيها الوصول للآخر بكبسة زر بكل بساطة ويسر، وكأننا معًا في غرفة واحدة.

ولكن بالرغم من كل هذه القفزات الهائلة التي نشهدها اليوم سيبقى السؤال قائمًا والذي يتردد في أذهاننا جميعًا ؛ ألا وهو : هل أستطاع العالم اليوم بعد كل هذا الضخم الهائل من التقدم مِن أن يصبح أكثر تحضّراً؟ فالإجابة مع الأسف لا. ما زال هذا العالم يواجه العديد من التحديات مثل الكراهية والعنف والظلم وهذا ما نشاهده في مختلف بقاع هذا العالم وهذا دليل واضح على أنَّ التقدم والتطور الذي نشهده لم يواكبه أي تقدم في النضج الحضاري ويكشف لنا ذلك إلى وجود فجوة كبيرة بينهما.

لنأخذ فلسطين كمثال حي، على الرغم من الطفرة الهائلة في التكنلوجيا والعلوم وغيرها إلا أنَّ هذا التقدم لم ينجح في تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني أو حل النزاعات لديهم. لا يزال هذا الشعب الصامد يعاني من الإحتلال الغاشم والتهجير المستمر ، ويفتقر لحقوقه الأساسية. هذه القضية تمثل لنا دليلاً واضحًا على أنَّ التطور التقني والعلمي غير كافي على تحقيق العدالة والسلام في هذا العالم ، فالإنسان الفلسطيني ما زال إلى يومنا هذا يواجه معاناه يومية من الإحتلال الغاشم وهذا يعكس لنا جميعًا على وجود نقص في النضج الحضاري لدى الإنسان وفشلاً في تحقيق السلام والعدالة.

فالحضارة اليوم لا تقاس فقط بالتقدم التقني والعلمي ، بل أيضًا بمدى إحترامنا لحقوق الغير وحفظ الكرامة وبمدى تمسكنا بالقيم الإنسانية.

علينا أن نعمل معاً في صنع عالم يحترم كرامة الإنسان ، حيث تسود فيه العدالة والوئام ، فعندما نقوم بذلك حقًّا هنا يحقُّ لنا بأن نفخر بأنَّنا نعيش في عالم متحضّر.

 

 

 

 

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights