الثلاثاء: 16 ديسمبر 2025م - العدد رقم 2766
مقالات صحفية

المقاطعة الاقتصادية كسلاح مقاومة: واجب ديني ووطني

يوسف بن مبارك بن سليّم المقبالي

في ظل ما تشهده غزة من عدوان همجي، تتجلى أهمية المقاطعة الاقتصادية كأحد أدوات المقاومة الشعبية الفاعلة التي أثبتت قدرتها على إيلام العدو وإرباك حساباته. لم تعد المقاطعة مجرد تعبير رمزي عن الغضب، بل تحولت إلى فعل مؤثر أسقط شركات كبرى تورطت في دعم الاحتلال أو التربح من دماء الأبرياء.

إن واجب المسلمين اليوم أن يواصلوا المقاطعة بأشد مما سبق، وأن يوسعوا دائرتها لتشمل كل منتج له بديل محلي أو إقليمي، فكل ريال يُصرف في غير محله قد يتحول إلى رصاصة تُطلق على طفل في غزة أو إلى دعم لآلة القتل الصهيونية. لقد أثبتت التجارب أن المقاطعة المنظمة تُحدث ضررًا اقتصاديًا حقيقيًا، وتُربك المنظومة الدعائية التي تحاول تلميع صورة الاحتلال.

ولا ينبغي الالتفات إلى أصوات المتصهينين الذين يصرخون في وجه المقاطعة، فصراخهم دليل على الألم، وعلامة على أن هذا السلاح الشعبي بدأ يؤتي ثماره. هؤلاء لا يدافعون عن مصالح الشعوب، بل عن مصالح شركاتهم ومصالح الاحتلال الذي يوشك أن يُضرب عليه الذل والهوان.

إن استمرار المقاطعة وتوسيعها هو واجب ديني وأخلاقي، وهو رسالة تضامن حقيقية مع أهلنا في غزة، الذين يواجهون الموت بصمود أسطوري. فلنكن معهم بالفعل لا بالقول، ولنضرب على يد كل من يحاول إضعاف هذا الحراك الشعبي المبارك.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights