بقلم: مسؤولون بأقلام جافة
جمعة بن طالب الشكيلي
قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ” أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْؤولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ) [متفق عليه]. حديث شارح لنفسه وهو أن العصمة بيد المسؤول أو الراع لمجموعة ما، بيد أن أوضاعنا الراهنة باتت مقلوبة وأصبح المسؤول كاسم فقط وقلمه في خبر كان وحجبت أخواتها حبره.
حقائق بدأت تسرد ووقائع حدثت راح ضحاياها في بعض الأحيان حياة أناس أبرياء أو سلبت منهم نعمة كانوا ينعمون بها.
إن المسؤول في بعض مؤسساتنا الحكومية بات أداة للتنفيذ دونما عقل يفكر أو نظرة لميسرة في أمور العمل بل أصبح ثقلًا يؤثر سلبًا على محيط عمله ويجذب معه باقي الموظفين.
لا أعلم كيف أصف الموقف أو من أين سأقول ولكن لاحظت في بعض المؤسسات أن من يكون متملقًا أو كما يزعمون لديه خبرة السنون في ذلك المكان جعلت بعض المؤسسات تتناسى مقولة الحبيب المصطفى “كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته” وتنزل إلى مستوى منخفض من الرعاية أو الاهتمام.
تخبطات عدة وزعزعة مريعة جعلت الجميع يستاء من الدخول لتلك الجهات فيا ترى من المسؤول عن ذلك؟.
هل المسؤول قيد بقلم فأصبح جافًا خواءًا لا يهمه سوى أن يقول نعم فقط بدون أن يكون له كيان أو كلمة؟.
أم ذلك الموظف المغلوب على أمره وحبيس هاتفه في بعض الأحيان والمقلب صفحات التواصل الاجتماعي دونما اهتمام أو خوف من تضييع وقته وهو في مهمة خدمة المراجعين أو المرضى؟.
أم هو ذنب ذلك القادم لأجل إنهاء ما جاء لأجله ليخرج متسائلًا منصدمًا لجلوسه ساعات منتظراً متأملاً وبعدها تعال في موعد لاحق.
خلاصة رسالتي إلى كل المسؤولين الذين نسوا عهد الله بأنهم في سكوتهم أصبحوا شياطين خرساء ونسوا أن عبادة الله تكمن في قول الحق قال تعالى: (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ..). {٢٦ البقرة﴾
لذلك يجب على كل مسؤول أن يخاف ربه ويكون خير راع ويأخذ ما كلف به على ما يرضي الله ربه ولا يخشى لومة لائم.