والي صور يؤدي صلاة عيد الأضحى المبارك في مصلى العيد بولاية صور
كتب : سعيد بن أحمد القلهاتي
احتفلت اليوم ولاية صور ونيابتيها كسائر محافظات وولايات السلطنة بأول أيام عيد الأضحى المبارك ومع إشراقة شمس يوم العيد أدت جموع غفيرة من أبناء ولاية صور والمقيمين بها شعائر صلاة العيد بمختلف المصليات والجوامع في الولاية ونيابتيها ، وقد أدى سعادة الشيخ / صقر بن سلطان بن محمد الشكيلي والي صور صلاة العيد في مصلى العيد بسيح المطار في ولاية صور بحضور فضيلة الشيخ / سالم بن راشد بن سالم القلهاتي القاضي بالمحكمة العليا وعدد من المشايخ والرشداء والأعيان والمواطنين والمقيمين ، وأم المصلين ناصر بن سالم بن راشد القلهاتي الذي كبر الله في الخطبة ، وحمدالله حمدا كثيرا وأثنى عليه وعلى رسوله صلى الله على اله وصحبه والتابعين له – و استطرد في خطبته قائلاً : مَا أعظم هَذَا الْمَشَهدَ ، وَمَا أجلَ هَذَا الْمَوْقِف المُمَجَدَ ، خرَجتُم لله حَامِدين على تمام النعمة ، واجتَمَعَتَم بقلوب صافية شاكرين على حصول المنّة ؛ فكان هذا اليوم جائرَهُ عَظيمةً ، وَهديّةً من ربَكُمْ كريمَهُ ؛ فَهَذَا اليوم يوم العيد الكبير ، ومَقَامَ يُكثر فيه التسبيح والتكبير ، يَومَ خَتَمَ اللهُ بهِ الأيّام المعلومات ، وافتتح به الأيّامَ الْمَعْدُودَاتِ ، وَتلك من شعائر الله ، مَن عَظمُهَا فَقَد عَظمَ الله ، وَتَعَظيمها من تقوى القلوب ، ومن دلائل الإيمان بعلام الغيوب ( ذَلِكَ وَمَن يُعظمْ شعر اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقُوى الْقُلُوب ) .
“إتِّباع سنة النبي في هذا اليوم”
وحول إتِّباع سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في هذا اليوم أضاف في خطبته قائلاً :
أيها الْمُؤمِنون : تذكروا نبيّكُمْ وَأَنتُمْ فِي هَذَا اليوم العظيم ، واستحضروا أحواله المُبَاركة وأنتم في هذا المشهد الكريم فَإِنْ نَبِيّكُمْ قَدَ خرج إلى المُصلّى فصلّى وخطب وكبر ، وَسَبَخَ بحَمَد ربّه وناجى ودَعَا وتضرّع واستغفر ، ورجع من غير الطريق الذي ذَهَبَ منه فقام إلى أضحيّتِه ونَحَرَ ، فإن ذلك كله من السنن المُتَبَعَة التي ترتفعَ بها الدرَجات ، وتتضاعف بها الحَسَنات ، يظهر فيها صدق الامتثال ، وَيَبين الاستسلام فيها للكريم المُتعَال ، فتتحقق التقوى في القلوب ، وَيَعْمُرُها النور ، ويَعْظمْ أَتُرَ الهُدى في الأقوال والأفعال فتكون خالصة للشكور ( لن يَنَال اللَّهُ لحُوْمُهَا وَلا دِمَاؤها وَلَكن يَنَالَهُ الْتقُوى مِنكُمْ كَذَلِكَ سَحَرَها لكم لتكُبرُوا اللَّهُ عَلَى مَا هداكم وَبشرِ المُحسنين ) وَمَن استشعر هذهِ الْمَعَاني تحقق في قلبه الإيمان ، وسلك المسلك الموصل إلى الإحسان ( إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْرُ الْعَظيم ، لمِثلِ هذَا فَلَعَمَل المِنُونَ ) .
“اجتماع القلوب وتآلف النفوس”
وعن اجتماع القلوب وتآلف النفوس استطرد قائلا : إن يُوَمُكُمْ هَذَا يَوْم وجب أن تجتمع فيه قُلُوبُكُم ، وتتألف نفوسكم ، فلتكن القلوب صافية ، ولتجعلوا النفوس راقيّة ، ليس فيها إلا الْمُحَيّةً للآخرين ، وَمَا مَعَها إلاً الْحَسنى للجيران والأقربين ، فليس من تعظيم شعائر الله أن يلقى الأخ أخاه ولا يُكَلَّمَهُ ، وَلَيْس من التقوى أن يجد الصاحب صاحبَهُ ولا يُسَلَّمَ عَلَيْه ويُصافحه ، والشجاعة أن يُبَدّاً الأخ أخاه بالسلام ، فيَكون حَيّر المتخاصمين وأكرمَهُمَا عند ذي الجلال والإكرام .
“تربية الأبناء”
وعن ضرورة تنشئة الأولاد وتربيتهم على الخصال الإيمانية قال : أيها الْمُؤمِنون : أحسنوا تربية أولادِكُمْ ، يَكُونُوا لَكُمْ عَدتَكُمْ وَعَتادَكم نشئوهُمْ عَلَى خصال الإيمان ، ورَبُوهُمْ عَلَى حَب الأوطان ، فَهُم للأوطان العماد ، وهُم للتقدم والرقي والبناء خير الزاد ، فنظموا لَهُمْ أوقاتهم ، وأعطوا كل شيء حقه وأحسنوا توجيههم ، لا تتركوهم للفراغ ، وعَلَّمُوهُمْ كل نافع ومفيد فبالعلم ترقى العقول ، وتسود الأمَمْ وَيَبْلُعَ أفرادها الْمَأمُول .
“حب الأوطان”
وعن حب الاوطان أضاف في خطبته قائلاً : عباد الله : لقد كان نبيّنا الكريم يُحب الوطن ويعرف قيمته ، وكان يسأل ربه أن يكون وطئه آمنا ، فقد كان يقول كما روي عنه : ( لا تسألوا الله لقاء العدو واسألوا الله العافية ) ، وكان يسأل الله لوطنه البركات ، والزيادة في الثمرات وفي سائر الخيرات ، فَاعْلَمُوا – رحمكُمُ الله – إنَّ الأمن في الوطن نعمة كبرى ، وَمَنَة من الله عُظمى ، حقها أن تشكر ، فإن شكرَ النَّعَم يَحفظها من الزوال ، ويُجنّب المُنْعَمُ عليه سواء المال ، بل أقسم الله جل جلاله – عَلَى زيادة الشاكرين ، والزيادة شيء فوق حفظ النعمة من الزوال كرمّا من رب العالمين ( وَإِذ تأدّن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ) .
هذا وفي نهاية الخطبة توجه إمام المصلين بالدعاء إلى المولى عز وجل بأن ينعم على عماننا الغالية بنعمة الأمن والاستقرار وعلى جلالة السلطان المعظم بموفور الصحة والعافية ، وأن يعيد هذه المناسبة السعيدة على الأمة الإسلامية وهي ترفل بثوب الصحة والعافية والأمن والرخاء .
ثم قام سعادة الشيخ صقر بن محمد الشكيلي والي صور باستقبال المهنئين من مشايخ ورشداء وأهالي الولاية وتبادل معهم التهاني والتبريكات بهذه المناسبة التي تحظى بها الأمة الإسلامية وذلك بمقر المصلى .