سكان نيابة طيوي يؤدون صلاة عيد الأضحى المبارك في عدد من مصليات الأعياد وفي جامع النيابة
طيوي : سعيد بن أحمد القلهاتي
إحتفلت اليوم نيابة طيوي بولاية صور .. بأول أيام عيد الأضحى المبارك وقد أدت جموع المصلين في طيوي صلاة العيد وذلك في العديد من مصليات العيد وفي جامع طيوي حيث أدى سكان بلدة الساحل وما جاورها صلاة العيد في جامع طيوي ، وأدى أهالي قرية الشاب الصلاة في مصلى العيد الخاص بالقرية ، وأدى سكان بلدة الرفعة والحلل المجاورة لها صلاة العيد في مصلى العيد الواقع على مدخل طريق وادي طيوي ، كما أدى سكان القرى الواقعة على ضفاف واديي طيوي والشاب صلوات العيد كلا في المصليات الواقعة في بلدانهم ، ثم خطب أئمة المصلين خطبة العيد التي ذكروا فيها بعد التكبير والتحميد والتهليل والثاء على الله عز وجل والصلاة على نبيه المصطفى مَا أعظم هَذَا الْمَشَهدَ ، وَمَا أجلَ هَذَا الْمَوْقِف المُمَجَدَ ، خرَجتُم لله حَامِدين على تمام النعمة ، واجتَمَعَتَم بقلوب صافية شاكرين على حصول المنّة ؛ فكان هذا اليوم جائرَهُ عَظيمةً ، وَهديّةً من ربَكُمْ كريمَهُ ؛ فَهَذَا اليوم يوم العيد الكبير ، ومَقَامَ يُكثر فيه التسبيح والتكبير ، يَومَ خَتَمَ اللهُ بهِ الأيّام المعلومات ، وافتتح به الأيّامَ الْمَعْدُودَاتِ ، وَتلك من شعائر الله ، مَن عَظمُهَا فَقَد عَظمَ الله ، وَتَعَظيمها من تقوى القلوب ، ومن دلائل الإيمان بعلام الغيوب ( ذَلِكَ وَمَن يُعظمْ شعر اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقُوى الْقُلُوب ) .
“اتباع سنة النبي في هذا اليوم”
وحول اتباع سنة النبي محمد صلَّ الله عليه وسلم في هذا اليوم أضاف في خطبته قائلاً :
أيها الْمُؤمِنون : تذكروا نبيّكُمْ وَأَنتُمْ فِي هَذَا اليوم العظيم ، واستحضروا أحواله المُبَاركة وأنتم في هذا المشهد الكريم فَإِنْ نَبِيّكُمْ قَدَ خرج إلى المُصلّى فصلّى وخطب وكبر ، وَسَبَخَ بحَمَد ربّه وناجى ودَعَا وتضرّع واستغفر ، ورجع من غير الطريق الذي ذَهَبَ منه فقام إلى أضحيّتِه ونَحَرَ ، فإن ذلك كله من السنن المُتَبَعَة التي ترتفعَ بها الدرَجات ، وتتضاعف بها الحَسَنات ، يظهر فيها صدق الامتثال ، وَيَبين الاستسلام فيها للكريم المُتعَال ، فتتحقق التقوى في القلوب ، وَيَعْمُرُها النور ، ويَعْظمْ أَتُرَ الهُدى في الأقوال والأفعال فتكون خالصة للشكور ( لن يَنَال اللَّهُ لحُوْمُهَا وَلا دِمَاؤها وَلَكن يَنَالَهُ الْتقُوى مِنكُمْ كَذَلِكَ سَحَرَها لكم لتكُبرُوا اللَّهُ عَلَى مَا هداكم وَبشرِ المُحسنين ) وَمَن استشعر هذهِ الْمَعَاني تحقق في قلبه الإيمان ، وسلك المسلك الموصل إلى الإحسان ( إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْرُ الْعَظيم ، لمِثلِ هذَا فَلَعَمَل المِنُونَ ) .
“اجتماع القلوب وتآلف النفوس”
وعن اجتماع القلوب وتآلف النفوس استطرد قائلا : إن يُوَمُكُمْ هَذَا يَوْم وجب أن تجتمع فيه قُلُوبُكُم ، وتتألف نفوسكم ، فلتكن القلوب صافية ، ولتجعلوا النفوس راقيّة ، ليس فيها إلا الْمُحَيّةً للآخرين ، وَمَا مَعَها إلاً الْحَسنى للجيران والأقربين ؛ فليس من تعظيم شعائر الله أن يلقى أخ أخاه ولا يُكَلَّمَهُ ، وَلَيْس من التقوى أن يجد صاحب صاحبَهُ ولا يُسَلَّمَ عَلَيْه ويُصافحه ، والشجاعة أن يُبَدّاً الأخ أخاه بالسلام ؛ فيَكون حَيّر المتخاصمين وأكرمَهُمَا عند ذي الجلال والإكرام .
“تربية الأبناء”
وعن ضرورة تنشئة الأولاد وتربيتهم على الخصال الإيمانية قال : أيها الْمُؤمِنون : أحسنوا تربية أولادِكُمْ ، يَكُونُوا لَكُمْ عَدتَكُمْ وَعَتادَتك ؛ نشئوهُمْ عَلَى خصال الإيمان ، ورَبُوهُمْ عَلَى حَب الأوطان ؛ فَهُم للأوطان العماد ، وهُم للتقدم والرقي والبناء خير الزاد ؛ فنظموا لَهُمْ أوقاتهم ، وأعطوا كل شيء حقه وأحسنوا توجيههم ، لا تتركوهم للفراغ ، وعَلَّمُوهُمْ كل نافع ومفيد ؛ فبالعلم ترقى العقول ، وتسود الأمَمْ وَيَبْلُعَ أفرادها الْمَأمُول .
“حب الأوطان”
وعن حب الاوطان أضاف : عباد الله : لقد كان نبيّنا الكريم يُحب الوطن ويُعرف قيمته ، وكان يُسأل ربه أن يكون وطئه آمنا ، فقد كان يقول كما روي عنه : ( لا تسألوا الله لقاء العدو واسألوا الله العافية ) ، وكان يسأل الله لوطنه البركات ، والزيادة في الثمرات وفي سائر الخيرات ، فَاعْلَمُوا – رحمكُمُ الله – أن الأمن في الوطن نعمة كبرى ، وَمَنَة من الله عُظمى ، حقها أن تشكر ؛ فإن شكرَ النَّعَم يَحفظها من الزوال ، ويُجنّب المنعم عليه سواء المال ، بل أقسم الله جل جلاله – عَلَى زيادة الشاكرين ، والزيادة شيء فوق حفظ النعمة من الزوال كرمّا من رب العالمين ( وَإِذ تأدّن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ) .
وفي نهاية الخطبة توجه الخطباء بالدعاء إلى المولى عز وجل بأن ينعم على عماننا الغالية بنعمة الأمن والاستقرار وعلى جلالة السلطان المعظم بموفور الصحة والعافية ، وأن يعيد هذه المناسبة السعيدة على الأمة الإسلامية وهي ترفل بثوب الصحة والعافية والأمن والرخاء .
عقب ذلك قام المصلون بتبادل التهاني والتبريكات فيما بينهم تعلو محياهم الأفراح والمسرات ، ثم ذهبوا إلى الساحات التي تقام بها الفنون التقليدية وتم تادية جزءً بسيطا منها ثم ذهبوا إلى ذبح أضاحيهم .