2024
Adsense
مقالات صحفية

مقال: 23 يوليو ،، ملحمة وطنية   

عبدالله بن حمد الغافري

الحضارة العريقة رمز الشعوب الأصيلة ونتاج الفكر المستنير لأبنائها وتبقى تلك الحضارة غرة على جبين الدهر وتاج على ناصية التاريخ ..

وتبقى رموزها تشع في الوجود نورا تستضيء به الأجيال المتعاقبة التي يخلف بعضها بعضا ويسير على نسق المحبة والنماء والخير والعطاء ..

فقلاع عمان وحصونها وتراثها المكتوب في مدونات الكتب وبطون المخطوطات وتراثها المنقول شفاهة وعيانا يشع بحضارة عمان مدى الزمان..

فمنذ معركة سلوت التي استعاد بها العرب العمانيون أرضهم وحرروا بلادهم من براثن الغاصبين لم تزل عمان قوة إقليمية تحمي الديار وتذود عن الإنسان وتضمن حريته في البر والبحر وحديثا في الجو .. فما فتئت عمان حصنا منيعا يأبى الظلم والخنوع فلا جحافل السفاحين من أمثال الحجاج وابن بور تزعزع هيبتها ولا خيول القرامطة تهز كيانها ولا أخشاب البرتغال والهولنديون وغيرهم من قوى الاستعمار تفت من عضدها .. حتى مضت عمان في سيادتها تبني وتعمر وتدافع وتحرر .. فما استغاث مستغيث بعمان الا ويجدها أرضا للأمن والأمان ومستقرا للحياة والاطمئنان ودارا للسلم والإسلام..

وقد تربع أئمتها من اليعاربة  وغيرهم من قبائل عمان  وسلاطينها البوسعيديين تربعوا جميعا على كرسي العز والفخار في قيادة شعب كريم وقوم أوفياء .. دأبهم رفع راية الوطن خفاقة بالعز والنماء  ..

وفي الثالث والعشرون من يوليو المجيد في العام 1970 *تتشرف عمان بجلوس حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم على كرسي الكفاح والنماء للمضي بعمان نحو التقدم والازدهار ..*
ذلك اليوم البهيج الذي قيظ الله تعالى فيه لسلطان البلاد يحفظه الله تعالى ويرعاه ليمسك بصهوة السبق لعمارة عمان وبناء الإنسان العماني الكريم فلم يأل جلالته جهدا للإسراع بوتيرة التطور والأخذ بكل أسباب التقدم  حتى أصبحت عمان عروس الشرق يشار إليها بالبنان .. وحتى أصبح الإنسان العماني محل تقدير واحترام جميع الشعوب في العالم .. بل بمجرد أن تقول أنك من عمان يرد السامع *أنتم رجال قابوس فأهلا بكم* !!
لقد أكد مولاي جلالة السلطان المعظم حفظه الله تعالى ورعاه في خطابه الأول انه يريد أن تكون عمان في مصاف الدول المتقدمة ودعا جميع أفراد الشعب الى التكاتف والمساعدة لتحقيق هذا الهدف العظيم وأن عمان بحاجة الى جهود جميع ابنائها دون استثناء .. كما دعا جميع المهاجرين الى العودة لعمان فهم أولى بها وهي أحوج اليهم والى فكرهم وجهدهم .. حتى غدت عمان اليوم موطنا للأمن والأمان .. تشرف جميع الشعوب للتواصل مع أهلها..

ولا تزال عجلة النماء تدور في كل ربوع عمان .. ولا يزال القائد أبقاه الله تعالى وعافاه يمسك بمقود سفينة عمان المباركة ويسير بها بحكمته المعهودة في موج بحر لجي من فوقه موج من فوقه سحائب مظلمة وأطماع شائكة..

إن بناء الإنسان ليس بالأمر الهين ولكن إذا اتسم المنهج بالوسطية والعدالة وغلبت جوانب الرحمة وحب الخير للجميع وتم توزيع الثروة والخدمات بالشكل العادل مع الحفاظ على الثوابت والمبادئ وتعاليم الدين الحنيف فإن الناس تتقبل تلقائيا ذلك النهج الذي يكفل الحقوق للجميع وتأخذ به  ..

كما أن بناء الأرض من الصفر والسير بها نحو توفير جميع الخدمات وتذليل جميع العقبات كل ذلك ينم عن فكر ثافب ونظرة متطلعة واستشراف للمستقبل وإن *عجلة التنمية لن تتوقف* كما نوه الى ذلك جلالته أعزه الله؛ ولا تزال عجلة التنمية تدور  في جميع تراب عمان فلا توجد مدينة من مدن عمان الطيبة والا والأعين تناظر المشاريع والخدمات القائمة او قيد الإنشاء ناهيك عن شبكة الطرق الحديثة والمستشفيات والمدارس ومكاتب جميع المؤسسات المدنية والأمنية والعسكرية التي تغطي جميع ربوع عمان وتسهل سبل العيش للمواطن والمقيم أنى حل أو ارتحل ..
ويبقى دور المواطن العماني في الحفاظ على منجزات بلاده والمساهمة في تنميتها وتطويرها .. لأنها في الأصل وجدت من أجله؛  فلا بد أن بنظر اليها كما لو كانت ملكه الخاص.. إذ لا فرق بين ملك خاص أو عام ما دامت المنفعة منه حاصلة ..

يحق لكل عماني أن يفخر ويفاخر بعمان وبمنجزاتها ويتوجب علينا جميعًا ان تلهج ألسنتنا بالشكر والحمد للخالق سبحانه وتعالى على ما امتن به على عمان من خير ونماء واستقرار ؛ كما أن من باب رد الجميل والاعتراف لذوي الفضل بفضلهم أن نقول *لوالدنا باني نهضة عمان الحديثة جزاك الله خيرا يا سيد عمان وأمد الله في عمرك ورزقك الله الصحة والعافية ومتعنا بدوامك وحكمتك .. وحفظ الله تعالى عمان الطيبة وأهلها المباركين وكل عام والجميع بخير*

للتواصل / Alssedq@hotmail.com

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights