الأحد: 25 مايو 2025م - العدد رقم 2561
Adsense
مقالات صحفية

كيفية التعامل مع الطفل العنيد

د. حمدة حسن
استشاري تربوي وأسري، ومدرب دولي معتمد

يُعد العناد من أكثر السلوكيات التي تُرهق الوالدين وتثير قلقهم، وهو سلوك طبيعي في مراحل نمو معينة، خصوصًا في الطفولة المبكرة، حيث يبدأ الطفل في اختبار حدود السلطة وتأكيد استقلاليته. غير أن العناد قد يصبح مشكلة إذا لم يُفهم بشكل صحيح ولم يتم التعامل معه بأسلوب تربوي فعّال.

أولاً: فهم أسباب العناد:

العناد ليس دائمًا تعبيرًا عن السلوك السلبي، بل قد يكون مؤشراً على ذكاء الطفل ورغبته في إثبات الذات. من أبرز أسباب العناد:

– الرغبة في الاستقلال والاعتماد على الذات.

– التفاعل مع بيئة أسرية صارمة أو متساهلة جدًا.

– لفت الانتباه أو التعبير عن احتياجات لم يتم تلبيتها.

– تقليد سلوكيات الكبار.

ثانيًا: استراتيجيات التعامل التربوي مع الطفل العنيد:

1. الهدوء وضبط الانفعال:

الصراخ أو العقاب القاسي لا يجدي، بل يزيد من تمسك الطفل برأيه. فكلما كان الوالد هادئًا، شعر الطفل بالأمان واستجاب بشكل أفضل.

2. الخيارات بدلاً من الأوامر:

الطفل العنيد يرفض الأوامر المباشرة، لذلك يُفضل إعطاؤه خيارات محدودة مثل؛ “هل تفضل ارتداء القميص الأزرق أم الأحمر؟” بدلاً من “ارتدِ هذا الآن”.

3. تعزيز الحوار والاحترام:

اجعل للطفل مساحة ليُعبر عن رأيه، حتى لو كان مخالفًا. الحوار الهادئ يُعلمه التعبير بطريقة صحية.

4. الروتين والنظام:

الطفل يحتاج إلى نظام يومي واضح، فذلك يقلل من التفاوض والعناد المتكرر حول الواجبات اليومية.

5. التحفيز الإيجابي:

امتدح سلوك الطفل عندما يتعاون أو يُحسن التصرف، فالتشجيع يُعزز السلوك المرغوب ويقلل من السلوك العنيد.

6. تفهم الخلفية النفسية:

أحيانًا يكون العناد مظهرًا لقلق داخلي أو مشاعر غير مفهومة. من المهم ربط السلوك بالحالة النفسية العامة للطفل.

ثالثًا: متى نلجأ للمختص؟

إذا أصبح العناد سلوكًا دائمًا يعيق علاقات الطفل أو تعلّمه، ورافقته نوبات غضب شديدة، أو عزلة، فقد تكون هناك حاجة لاستشارة مختص نفسي أو تربوي.

الطفل العنيد لا يحتاج إلى قوة تكسر إرادته، بل إلى حبٍ يحتويه، وتربية حكيمة توجهه. بالتفهم والصبر، نصنع من العناد قوة إيجابية تُبنى عليها شخصية مستقلة وواعية.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights