2024
Adsense
القصص والروايات

نصفَ مُهاجر..

فؤاد آلبوسعيدي

الوطن..المهْجر..
الوطن..المهْجر،
قرعة أضربها كل ليلة..
ألاعب أحلامي..
وأجامل خيالات تسكن أوهامي..

أتذكر قول رفيق المراهقة:
(أهٙمّ شيءٍ النِّـية)..،
(أهٙمّ شيءٍ النِّـية)..،
قالها بلكنته العمانية الخالصة..
ولم أستدرك حكمته المراهقتية!!

في خيالي أموراً لا أستوعبها..
وعفويتي الصعبة غريبة عنّي،
وليتني ما تعلّمت أدراكها..
تجبرني على إنتقاء الطبع دون التطبع،
تمنعني أحياناً إسترضاء نفسي بالوطن..

فأحياناً،
أٙتجـبّٙر وأتسٙلـطٙن على وطني..
وربما أصبحت فرعون زماني..
ولكن أعود وأدرك شدة تعلقي به..
فأعزه ويعزني وإن تجرأت وجرت عليه..
وينقشع الضباب عن عيني،
وأدرك حبي لنسمات الوطن..
فأعود إليه حبيباً،
أعود وأسمع التنهيدة التي أحبها..

بين الوطن والمهجر،
أرهقتني الفواصل والمسافات..
فليتني بقيت داخل حدودك..

ففي المهجر؛
أنا المغرور على وطني،
أنسى عهودي بكياني..
وأُلقي بعيداً كلّ مواعيدي به،
فأنا الشّارد أبحث عن ملاذي خارجه..

ولكن..؛
الوطن وأنت هو الوطن..
فأنّا لي تركُك وغربة المهجٙـر تُـبيـدُني،
وأنا لست بمغادرك فأنت كلّ إنتمائي،
فكلّما هجرتك يعيدني حنيني إليك..
فأنت مسكنيِ ولا عيش دونك بكرمٍ..

أحياناً أنساك يا وطني..
أحياناً تأخذني الخطوات بعيداً،
أجدُني أحياناً في بلدة غريبة..
فٙـتُنـتـٙزعُ راحتي في غربتي..
ويشقّ علي البعد والهجر..

دوماً أعود إليك،
ودَوْماً أرفع يدايَ داعياً ربي..
أن تقبلَ لُجوئي عند عودتي،
مللت العيش بعيداً عنك..
فشقيّ من لا ملجأ له..

يا وطني..؛
هذا جواز سفري وهذه تذكرتي..
فقط أرني الطريق أو خذ بيداي..
فلا أقبل أن أكون وحيداً..
ولست أقوى حياة اللاجئين..
فقط أريدك أنت يا وطني..

أبعدني عن حدود المهجرِ..
أبعدني ولا تريني غير طريقك؛
فإنّ أديرة الغربة مذلة..
وفقط هي ديارك من تُعِزَّني..

فرُبّما أحببت الهجرة،
ولكن بتّ أكره اللاّعودة..
فلست أقوى على الرّحيل..
ولن أُخْدٙعُ بالوٙهٙم..

هيّا أغلقوا عليّ الحدود..
أنا لا أريد سوى حبيبتي..
فلا شيء أثمن من الوطن..

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights