2024
Adsense
مقالات صحفية

الثعلب يحكم الغابة

 حمدان بن سعيد العلوي

في غابة تعيش فيها الحيوانات بسلام وأمان يحكمها قرد ومستشاره الحمار إلا أن منذ تولي القرد مقاليد الحكم في الغابة ومستشاره الحمار الذي يعمل لديه طباخا أثناء النهار ثم يتحول الحمار هو الحاكم ليلا فالقرارات دائما ما تصدر من الحمار ويوقع عليها القرد، مع العلم أن هذه الغابة تخضع لمقاطعة يحكما الأسد وهو من قام بتعيين القرد بعد أن أظهر ولاؤه للأسد ومرت الأمور في بداية الأمر ليست على ما يرام واستعان القرد بالذئب وعينه مساعدا أول له وكاد أن يزحزح القرد من منصبه بعد أن تخاصم مع الحمار إلا أن الحمار وبحوافره الخشنة تمكن من الإطاحة به وبمساعدة جميع الحيوانات وأبعد الذئب بالفعل وكانت تجمع القرد علاقة طيبة بالطاؤوس الذي كان يصول ويجول في أنحاء الغابة متفاخرا بمكانته ومحبة الجميع وفي ذات الوقت تجمع الطاؤوس علاقة طيبة مع الحمار والذئب إلا أن الذئب لم يعجبه ذلك فقرر أن يطيح بالقرد والحمار عن طريق الطاؤوس واستغلال نفوذه وصار يختلق المشاكل ويوسوس في أذن الطاؤوس كل يوم حتى تمكن من اشعال الفتيل وبدأت القلاقل وبدهاء الحمار استطاع معرفة ما يخطط له الذئب فأخبر القرد ، و الحمار يعمل جاسوسا لديه يستمع للأحاديث والأقوال وينقلها بسرعة البرق فدخل هو الآخر على الخط وتمكن من شن هجوم مضاد عن طريق الطاؤوس على الذئب فأصبحت الأمور أكثر تعقيدا وانتشرت الفوضى بين أرجاء الغابة وقام القرد بتعيين الضفدع مسؤولا عن بيت المال إلا أن الضفدع هو الآخر كان أكثر طمعا للوصول إلى كرسي الحكم وكان له دور بارز في خلق الفتن إلى أن وصل الحال بين جميع الحيوانات إلى القضاء وحكم الأسد على القرد بالسجن وبتدخلات الحمار تمكن من إخراج القرد وإعطائه فرصة أخيرة، وسوس الحمار في أذن القرد بأن من كان سببا في إدخاله السجن هو الطاؤوس ، وعندما قام الأسد بالعفو عن القرد طلب منه أن يهتم بالعمل لتكون الغابة ذات نشاط وأن يسير العمل على أكمل وجه وبينما كان القرد والحمار عائدان من قصر الأسد وعند وصولهما أطراف الغابة شاهدا الثعلب وهو يحاول إفتراس نعامة لكن النعامة كانت صلبة وقوية فأشار الحمار إلى القرد فقال له أترى ذلك فقال القرد وما يعنينا فيه وبكل خبث قال الحمار لماذا لا نساعده على افتراسها ونكون قد فعلنا له معروفا ونطلب منه أن يكون عونا لنا للقضاء على الطاؤوس والحيوانات الخائنة فوافق القرد على الفور وبالفعل ساعدا الثعلب على ذلك وبعدها عرضا عليه العمل لمصلحة القرد فوافق وعند وصولهما للغابة أمر القرد بتعيين الثعلب وبالفعل وافق الأسد وخطط أن يفترس الطاؤوس وأن يزيح جميع الحيوانات عن طريقه وتمكن من ذلك واصبح شرسا لا يقهر وبمساعدة الأسد ووقوف الحمار إلى جانبه لما يحصل عليه من مساعدات وتقاسم السرقات مع الحمار وفي ظل سكوت الضفدع والموافقة على ما يطلب منه لأنه كان يخطط للإيقاع بالقرد هو الآخر ولم يكن يعارض في شيء ، وعاث القرد والحمار والثعلب فسادا في الأرض يسرقون وينهبون ويفعلون ما يشاؤون وما على القرد إلا تلميع صورته وصورة الثعلب والحمار أمام الأسد حتى وصل بهم الحال إلى أن الثعلب يدير الغابة ومن فيها ويقوم بصلب الحيوانات على الأشجار، بعدها قام بالتعدي على الغابات المجاورة وسرقة الدجاج والبيض له والحشائش للحمار كي يأكلا الأخضر واليابس وعند مرور الثعلب والحمار في أرجاء الغابة كانت الحيوانات تهرب وتختبئ خلف الأشجار وفوقها فأمر بقطع جميع الشجار حتى أشجار الموز طعام القرد المفضل وعند سؤال القرد باستغراب للثعلب عن سبب قطع أشجار الموز أجابه بأنهم يدسون السم لك فيه فشكر الثعلب وقام بتكريمه على الإخلاص والوفاء له ، إلا أن الطاؤوس تمكن من إبلاغ الأسد بما يحدث فغضب الأسد إلا أن الثعلب كان أشد دهاء فسبق القرد إلى قصر الأسد وجاءه يلهث وعليه علامات الخوف من القرد وأن القرد يقوم ببث الفتنة ويحكم على الحيوانات بالإعدام وأن جميع ما يرسل من الأسد من مكرمات للحيوانات يقوم القرد بأخذها وأنه خائف من القرد لأنه لو علم عن قدومه له وإخباره عن الفساد سوف يقتله وإنه خائف على الأسد لأن القرد يخطط للسيطرة على الحكم ويقتل الأسد ويحتل الغابات ويقتل جميع الحيوانات التي لا تطيعه عندها غضب الأسد وأمر بالسجن المؤبد على القرد والحمار وعين الثعلب حاكما للغابة بدلا منه و قلده بوسام الوفاء .

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights