حين تجاهلتني الأبواب… فتحت لي “النبأ” قلبها

علياء العامرية
بينما كنت أتصفّح إحدى مجموعات الواتساب، لفتني أمر جميل جدًا…
وجدت أن عددًا من كُتّاب المجموعة قد نُشرت لهم مقالات وخواطر في صحيفة النبأ الإلكترونية.
حينها شعرت بزهوٍ لا يُوصف، وكأنني أتنفّس مجدًا صغيرًا كنت جزءًا منه!
وفي لحظة شغفٍ عفوية، قررت أن أعود إلى مقالاتي القديمة في الصحيفة…
بدأت بقراءة أول مقال كتبته، ثم الثاني، فالثالث، حتى وجدت نفسي أغوص بين كل سطرٍ من حروفي، وكل خبرٍ شاركت فيه، وكل حوار أجريته.
ضحكت على بعض العبارات، وأُعجبت بأخرى، وسرقني الحنين إلى مواقف لا تُنسى.
تذكّرت وجوهًا غابت، وأماكن ازدحمت بالذكريات… بكيت شوقًا، وابتسمت على لحظات جمعتني بهم في رحاب هذه المنصة.
وتذكّرت أيضًا ذاك الشعور المؤلم…
حين كنت أبكي بصمت، متمنية أن تُنشر كلماتي في صحيفة عُمانية، بعدما احتضنتها مجلات عربية متخصصة بالمكفوفين، بينما أوصدت بعض الصحف المحلية أبوابها.
طرقتُ الكثير من الأبواب…
منها من رفضت، ومنها من تجاهلت، لكن وحدها صحيفة النبأ كانت الاستثناء الجميل.
كانت الضوء الذي تسلل إلى قلبي من خلال توصية صديقة وفيّة… وكانت الملاذ والاحتواء، والبداية التي لم أتوقعها.
لم أكن أعلم آنذاك أن “النبأ” ستكون بدايتي الحقيقية في عالم الصحافة، وبابًا فتح لي حب التخصص الذي كنت أظنه قدري المفروض، لا اختياري المحبوب.
لطالما كنت شغوفة بالعمل الإذاعي، وما زلت، لكنني لا أنسى فضل “النبأ” في دعمي حين قررت العام الماضي أن أبدأ أولى خطواتي في بودكاست بسيط، كان صوتي فيه يبحث عن ضوء، ويعيش شغفًا مؤجلًا.
أحببتُ “النبأ” لأنها لم تكن صحيفة فحسب، بل كانت حضنًا دافئًا لكل ما كتبت، ومساحة آمنت بي حين لم أكن أملك سوى الحلم.
قد أكون قصّرت، لكن وفائي لها لا يبهت، وستظل “النبأ” بالنسبة لي نبضًا لا ينضب… وحبًا يجري في دمي.
لا أكتب هذه الكلمات مجاملة، بل حروف صادقة، كتبتها من صميم القلب، ومن أعماق الروح.
أنا من أسرة صحيفة “النبأ”، وإن غبت عنها سنين، ستبقى ملاذي الآمن، ومنصتي الأولى منذ العام 2018، فحين تجاهلتني الأبواب، فتحت لي النبأ قلبها، وكل جوارحها.