جلسة حوارية بصلالة تناقش .. رمضان بين أصالة الماضي وروح الحاضر

كتبت – ريحاب أبو زيد
تصوير – عابر جمعان
نظم أمس الأول مكتب والي صلالة جلسة حوارية بعنوان “رمضان بين أصالة الماضي وروح الحاضر” بمجمع السلطان قابوس الشبابي للثقافة والترفيه بصلالة وذلك برعاية المكرم سالم بن مسلم قطن نائب رئيس مجلس الدولة وبحضور شيوخ وأعيان المحافظة والعديد من المهتمين.
على الرغم من اختلافات العصر يظل رمضان في كل زمن يحمل طابعًا خاصًا حيث يتميز بالبساطة والترابط وتبقى روحانيات الشهر الفضيل ثابتة تجمع الجميع على قيم المحبة والتلاحم والتأزر فالرغم من التطورات الحديثة يظل رمضان شهرًا يحتفظ بعاداته العريقة.
بدأت فعاليات الجلسة بتلاوة عطرة تلاها همام بن عماد العماني
ثم كلمة مكتب والي صلالة ألقاها معمر بن عبد الخالق الرواس خبير تخطيط بمكتب والي صلالة حيث رحب بالمكرم راعي الجلسة والحضور وقال في كلمته: يسعدني ونيابةً عن سعادة الشيخ محمد بن سيف البوسعيدي والي صلالة وجميع منتسبي المكتب أن أرحب بكم أجمل ترحيب في هذه الليلة الرمضانية المباركة التي نجتمع فيها على مائدة الذكريات نستحضر فيها أصالة الماضي وعبقه ونتأمل روح الحاضر وتجدده مستلهمين من هذا الشهر الفضيل قيمه النبيلة التي تجمعنا على الخير والمحبة
أضاف الرواس:رمضان بين أصالة الماضي وروح الحاضر رحلة عبر الزمن حيث نعيد إحياء ذكريات الأجداد الذين كانوا يستقبلون الشهر الكريم بقلوب مفعمة بالإيمان ونقارن ذلك بما نعيشه اليوم من تطور وحداثة دون أن نغفل أهمية الحفاظ على العادات والتقاليد الإيجابية التي شكلت نسيج مجتمعنا العماني الأصيل وفي هذا السياق نتوجه بخالص الشكر والتقدير لضيوف الجلسة الكرام
الأستاذ سالم بن عوض النجار والدكتور حسين بن علي المشهور باعمر الفاضل محمد بن سعيد كشوب والإعلامي عامر بن أحمد العمري على تفضلهم بمشاركتنا هذه الأمسية وإثرائها بما لديهم من علم وتجربة
كما لا يفوتنا أن نتقدم بجزيل الشكر والعرفان لإدارة مجمع السلطان قابوس للثقافة والترفيه هذا الصرح الذي يجمع بين الثقافة والمعرفة ويوفر لنا هذا الفضاء الرحب للحوار والتواصل كما نشكر الشركات الداعمة لهذه الفعالية والتي كان لها الدور في إنجاح هذا اللقاء وختامًا أسأل الله العلي القدير أن يجعل هذا الشهر مباركًا علينا جميعًا، وأن يجعله شهر خير وسلام وألفة لبلدنا ولجميع بلاد الإسلام.
بعد ذلك بدأت الجلسة الحوارية التي أدارها الإعلامي والمذيع عامر العمري وقد تطرقت للعديد من المحاور التي توضح عادات وتقاليد شهر رمضان المبارك شارك بها الفاضل سالم بن عوض النجار الذي تحدث عن رمضان بين الماضي والحاضر والتطور والتغيير و أوضح بعضًا من الطقوس الرمضانية في الماضي والتي مازالت متواجدة إلى الأن ويحرص الجميع بالالتزام بها مثل صلاة التراويح كان بعض المساجد تحرص على أداءها عشرين ركعة بالإضافة إلى الشفع والوتر وكان البعض الاخر يؤدي التراويح ثماني ركعات للتسهيل على المصلين وليس تقليلاً وأيضًا كانت هناك بعض الطقوس التي كانت تمارس مثل الادعية الجماعية بصوت واحد و موحد و الاستغفار هذي السمة موجودة إلى الان كما أوضح أنه برغم وسائل الاعلام والتكنولوجيا الحديثة مازال المجتمع محافظا على العادات والتقاليد الرمضانية وإن شاء الله تظل موجودة إلى الأبد فمازال المجتمع متمسكًا با بصلة الرحم التي لا نتخلي عنها لإنها تزيد من المحبة و الٱلفة بين الناس علي كل المستويات سواء علي مستوي الاسرة أو المدينة او القرية فيجب أن تعم بين الجميع لأن لنا معها ماضي جميل و تجربة جميلة .
كما شارك الدكتور حسين بن علي المشهور باعمر حيث أوضح كيف أسهم رمضان قديمًا في تعزيز التكافل الاجتماعي و الفروقات بين صلاة التراويح والاعتكاف والعبادات عموما في الماضي والحاضر والاستفادة من شهر رمضان لغرس القيم الروحانية في الأجيال الجديدة ودور المجالس الرمضانية في الحفاظ على الهوية الثقافية والدينية حيث قال أن: في القديم كان الناس يرددون الاذكار و الاوراد جماعياً لعدم معرفه الكثير من المصلين نتيجة التعليم الذي كان محدوداً في هذا الوقت و الترديد كان يساعد الشخص الغير متعلم او كبير السن او الشاب الصغير علي تلقي المعرفة والعلم أما في الوقت الحالي نجد حلقات التجويد و قراءة القرآن الكريم ما بعد العصر و في نفس الوقت قراءة السيرة النبوية و الاحاديث الشريفة فهي متغيرات و كلها تصب في عمل الخير.
كما شارك المحامي محمد بن سعيد سهيل كشوب وتحدث عن الاستعداد في الماضي لقدوم شهر رمضان قديمًا في ظفار خاصة في مناطق الأرياف وأبرز العادات الرمضانية التي ميزت المجتمع في ذلك الوقت و أجواء الإفطار والسحوروالفروقات كبيرة في أجواء رمضان ما بين المدن والأرياف حيث قال: قديمًا تعايش أهل المدينة وأهل الريف في ألفة وترابط فيما بينهم فنجد أن هذا يأخذ من صديقه ما يحتاج في و في فترات معينة أهل المدن ينتقلون إلى الريف فكانوا قبل رمضان ياخذون بعض أنواع القوت مثل الشعير و غيره إذا كان متوفر قبل رمضان لكي يستعدوا لهذا الشهر الكريم وحرص الناس علي الصيام كان حرصاً شديد ًا وتغمرهم السعادة والفرح بقدوم رمضان رغم الظروف القاسية و المعيشة الصعبة قديماً وتختلف أجزاء الارياف من الشرق الي الغرب باختلاف الحواضر مثلًا في الغربية كانت حاضرتهم رخيوت و ضلكوت بالتالي كانوا يستطيعون أن يأخذوا منها ما يحتجون من الطعام و يتسوقون من عند اصدقائهم وغيرهم وكذلك في الشرق مرباط و سدح وفي الختام تم فتح باب النقاش الذي أثرى الجلسة الحوارية بالحماس وعبق الماضي الجميل.
ثم تفضل اللواء الشيخ سالم بن مسلم قطن، نائب رئيس مجلس الدولة والفاضل سالم بن محمد العمري نائب والي صلالة لتكريم المشاركين والرعاة.