
النبا -محمود الخصيبي
في عالمٍ يزداد صخبًا يومًا بعد يوم، يبقى العمانيون محافظين على سمتهم الفريد، حيث يتجلى الوقار والهدوء في تفاصيل حياتهم اليومية، وخاصة في شهر رمضان المبارك. حول هذا الموضوع، كان لنا لقاء مميز مع الشيخ الدكتور حمير بن ناصر المحروقي، الذي كشف لنا عن سرّ هذا التميز الثقافي، ومدى تأثيره في الأجيال الجديدة.
رمضان.. شهر السكينة والروحانية
يقول إن شهر رمضان يعكس بوضوح القيم العمانية المتأصلة، حيث تسود السكينة في المجالس العائلية، وتزدهر قيم التقوى والتسامح، بينما يحرص الجميع على أداء العبادات بخشوع وهدوء. “في رمضان، ترى العماني يختار كلماته بعناية، ويتجنب الجدال، ويفضل أجواء الودّ والتراحم، مما يعكس عمق الهدوء الداخلي الذي يميز الشخصية العمانية”،.
هدوء في الحياة.. حتى في أصعب الظروف!
لكن هل ينحصر هذا الوقار في رمضان فقط؟ يجيب: “بالتأكيد لا، فالهدوء طبعٌ راسخ في العمانيين. في العمل، في العلاقات الاجتماعية، وحتى عند مواجهة التحديات، تجد العماني يفضل الحوار العقلاني والمناقشات الهادئة على الانفعال والتوتر. هذه السمة تمنح المجتمع العماني طابعًا فريدًا في التعامل مع مختلف المواقف.”
تحديات الجيل الجديد.. هل سيتغير السمت العماني؟
مع التطورات السريعة والتأثيرات العالمية، هل لا تزال الأجيال الجديدة محافظة على هذه السمة؟ يرى أن هناك بعض التغيرات، لكن الجوهر يبقى ثابتًا. “صحيح أن التكنولوجيا غيرت الكثير من العادات، لكن الوقار والهدوء ما زالا جزءًا أصيلًا من الثقافة العمانية. كثير من الشباب يحرصون على التمسك بهذه القيم رغم سرعة العصر ومتغيراته.”
الختام.. سرّ البقاء في عالم متغير
يختم الشيخ الدكتور حمير حديثه بكلمات عميقة: “التوازن هو الحل. صحيح أن العالم يتغير بسرعة، لكن هويتنا تبقى قوية إذا استطعنا دمج القيم الأصيلة مع مقتضيات العصر. الوقار والهدوء ليسا مجرد صفات، بل هما جزء من هوية العماني التي تجعل منه شخصًا مميزًا في كل مكان.”
لقاء ممتع يكشف لنا جانبًا من جمال الشخصية العمانية، حيث يبقى الهدوء والوقار عنوانًا ثابتًا، رغم تغير الزمن!