2024
Adsense
مقالات صحفية

مقال: الكهرباء الشمسية في عُمان

بقلم: الدكتور حسين كاظم الوائلي
أستاذ مشارك وخبير طاقة

إن أقصى حمل كهربائي في عمان يتوقع أن يرتفع من 2773 ميجاوات في عام 2007 الى5691  ميجاوات في عام 2014. والمعدل السنوي للنمو في عمان يبلغ 9% واقصى حمل يتوقع ان يستمر بالارتفاع بسبب زيادة النموالسكاني والصناعي في السلطنة.  ومن المتوقع ان يصل الحمل الاقصى بحلول عام 2014 الى 24 تيراوات ساعة. تستخدم الحكومة العمانية 19 % من انتاج الغاز الطبيعيى لتوفير حاجات البلد، 92 % منه يستهلك في توليد الطاقة الكهربائية. ان توليد الكهرباء يعتمد كليا على الغاز والوقود الاحفوري وبالتالي اعتماد على نوع واحد. تجدر الاشارة الى ان الوقود الاحفوري والغاز تصنف كطاقات غير متجددة وقابلة للنظوب، لذلك ينصح بشدة التوجه الى استخدام الطاقات المتجددة. العناصر الثلاثة الاهم لاختيار نوع الطاقة المستخدمة هي: ان يكون متوفر محليا ومتجدد وصديق للبيئة. من هذه الطاقات التي تحقق النقاط الثلاثة هي الطاقة الشمسية، حيث انها متوفرة وتجمع بدون مقابل ومتجددة طالما ان الشمس تشع ولا تصدر اي تلوث للبيئة. وتعتبر عمان من البلدان الاكثر والاوفر حظا على مستوى العالم في شدة الاشعاع الشمسي.

ان ارتفاع اسعار النفط والغاز عالميا، ومشكلة التلوث والاحتباس الحراري من جهة، وارتفاع كفائة الخلايا الشمسية وانخفاظ اسعاره من جهة اخرى ادى الى ان تصبح الخلايا الشمسية منافس جيد مع الطرق التقليدية لتوليد الكهرباء.

ان استخدام الخلايا الشمسية لتوليد الكهرباء يكون في اعلى مستوياته في فصل الصيف والذي يتزامن مع كون الحمل في اعلى مستوياته في عمان، كذلك استخدام الخلايا الشمسية لتوليد الكهرباء لاينتج اشعاعات ملوثة للبيئة. لذلك استخدام الخلايا الشمسية لتوليد الكهرباء بدلا من الوقود الاحفوري سيؤدي الى تقليل هذه الغازات في عمان وبالخصوص ثاني اوكسيد الكاربون.

طاقة الشمس ممكن استخدامها لتوليد الكهرباء بطرق مختلفة منها: الخلايا الشمسية و مركزات القوة الشمسية، وكل هذه الطرق اثبتت جدارتها. وقد اثبتت الخلايا الشمسية جدارتها لاسباب كثيرة. ان الخلايا الشمسية تم اختبارها واستخدامها وبحثها لمدة طويلة في شتى انحاء العالم. واصبح من السهل تصميم وتنفيذ منظومة شمسية ذات كفاءة وجدارة عالية. لذلك تعتبر الحاجة ملحة الان لاقتناء هذه التكنولوجيا.

هناك عوامل تحد من استخدام الخلايا الشمسية في السلطنة منها اسعار الكهرباء والتي تعتبر رخيصة مقارنة مع الاسعار العالمية وذلك بفضل الدعم الحكومي، وكذلك رخص اسعار الوقود المدعومة حكوميا والتي تستخدم في توليد الكهرباء كما ان عدم وجود قوانين تفرض ظريبة على اشعاع ثاني اوكسيد الكاربون من جانب وعدم وجود استثمارات في مجال الطاقة الشمسية كل ذلك حد من انتشار الخلايا الشمسية في السلطنة على نطاق واسع.

من ظمن المقترحات التي تساعد في تطوير وتسريع استخدام هذه التكنولوجيا في السلطنة: تشجيع وزيادة الاستثمارات في قطاع الطاقة الشمسية، اقامة ندوات وحلقات عمل ومؤتمرات لتوعية جميع قطاعات المجتمع باهمية وظرورة وجدوى استخدام هذه التكنولوجيا. ايظا ينصح بوضع قوانين واليات تحد من اشعاع ثاني اوكسيد الكاربون وتتماشى مع قوانين الامم المتحدة لاسيما بروتوكول كيوتو والتي بدورها تصب في مصلحة انعاش قطاع الطاقة الشمسية. ايظا تشجيع المواطن لاستخدام سطوح المنازل لتوليد الطاقة الكهربائية وبيعها الى شركات الكهرباء.

ان مستقبل الطاقة الشمسية في منطقة الخليج العربي مشرق كما الشمس في هذه المنطقة ونتوقع ونتامل ان نرى الكهرباء الشمسية قريبا في عمان.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights