الشعر
أسقام الزمان

أنس بن خميس بن سليمان المكدمي
إذَا جَارَ الزَمَانُ عَلَيْكَ يَوْمَا
وَذُقْتَ مِنَ الحَياةِ أَذَى العِبَادِ
وَأَحْوَجَكَ الزَمَانُ إِلى لِئيْمٍِ
يَمُدُلَكَ الوَقَاحَةَ فِي الأَيادِي
فَصُنْ للنَّفْسِ مِنْهُ وَكُنْ عَزِيزَا
وَكُنْ صَلْبًا عَلَى كَيْدِ الأَعَادِي
وَأُطْلِقَ للمَوَاجع سَهْمَ صَبْرٍ
فَسَهُمُ الصَابِرِيْنَ إِلى سَدَادِ
أعِز النَّفْسَ لَا تَرْضَى بذُل
فَإِنَّ العِزَّ مِنْ طبْعِ الجَوَادِ
وَجَدتُ النَّاسَ تصحَبُ ذَا كُنُوزٍ
وتَهجُرُ مَن تَنسَّك أو تُعادِي
فَكَم رُفَعَ الوَضِيعُ بِبَعْضِ مَالٍ
وَكَمْ حُطَّ الرَّفيعُ بَكلّ نَادِي
إذا نَشَرَ التَّبَاغْضَ بعضُ مَالٍ
فَمَا الأخلَاقَ في نَشرِ الوَدَادِ
أَجِبنِي أَيْها المُصغِي لقَولي
مَتّى تَخْلو القلوبُ مِنَ السّوَادِ ؟
وَهَلُ سَتَعودُ أَطبَاعٌ تَولَّتْ
بِهَا كُنَا على رِأسِ العِبادِ ؟