وارتقى الدحدوحُ شهيداً
صالح بن خليفة القرني
فادي محمد الدحدوح كاتب فلسطيني في صحيفة النبأ الإلكترونية اختار دار الخلود، فقد ارتقى شهيداً وبلغنا البارحة خبر اشتشهاده الذي كان في الثالث عشر من يناير الجاري، ارتقى فادي قبل أن تعلن قوى الكفر في العالم استجابتها لوقف الحرب وتسليم الرهائن والمعتقلين.
تشرفت أن أكون مع هذا الرجل في مجموعة كتاب النبأ وكنت أتابع بحسرة وألم ما ينشره من دردشات فلا أملك إلا أن أحوقل وأسترجع ولا أجد حيلة لي إلا إعادة إرسال منشوراته لمجموعاتي وأذيلها ب*فادي الدحدوح من قلب غزة*.
كنت أحاول تخيل مشهد المعاناة واستحضار كل المشاعر المصاحبة فكنت أتخيل البرد الشديد في جسد مبلل مقهور ينتظر في أي لحظة أن تسقط عليه قذيفة فتحيله أشلاء فبين فزع وهلع وبرد وجرح ناكئ لخذلان بني الجلدة، عاش أبناء غزة وقد نقل لنا المرحوم تلك النكبة بأصدق تعبير وأدق تصوير.
كنت أشعر بالحنق الشديد على وضع الأمة لأي رسالة كان يبعثها وأقف عاجزاً حتى عن الرد مردداً في أعمق أعماقي وماذا يا ترى قدمت أنا لأخ مثله؟ وماذا سأقول حينما يسألني ربي عن نصرة المسلم المظلوم المنكوب؟ فكنت أطبطب على نفسي بأن أوقد جذوة الأمل أن النصر قادم فأحث أولادي على استمرار المقاطعة، وأردد معهم ومن بينهم أن فلسطين قضية المسلمين الأزلية الأولى.
رحل فادي الدحدوح ورحل معه عشرات الألوف من أبناء غزة المؤمنين الأشاوس وعزاءنا أنهم أحياء عند ربهم يرزقون، رحمك الله أخي فادي وأسكنك فسيح جناته ولا نقول إلا ما يرضي ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون.