مجلس الكرم: إرث الضيافة العربية الأصيلة
ناصر بن حمد العبري
تُعد مجالس الكرم رمزًا للضيافة العربية الأصيلة؛ حيث تعكس قيم الكرم والجود التي تميز المجتمعات العربية. ومن أبرز هذه المجالس، مجلس الكرم الذي أسسه الشيخ الوالد سالم بن راشد البلوشي، رحمه الله، والذي ظل مفتوحًا لاستقبال الضيوف لعقود طويلة. لقد كان هذا المجلس بمثابة ملاذ للزوار؛ حيث يجدون فيه الدفء والترحاب، ويشعرون بأنهم في منازلهم.
تتجلى قيم الكرم في هذا المجلس من خلال التقاليد الراسخة التي اتبعها الشيخ سالم، رحمة الله عليه، والتي استمرت حتى بعد رحيله. فقد ورث أبناؤه، وعلى رأسهم الشيخ حمد بن سالم بن راشد البلوشي، هذه القيم النبيلة، وواصلوا مسيرة والدهم في تقديم الضيافة الرفيعة للضيوف. إن المثل القائل “هذا الشبل من ذاك الأسد” ينطبق تمامًا على الشيخ حمد وإخوته، الذين يجسدون روح الكرم والعطاء، ويعملون على تعزيز قيم الضيافة في وطنهم العزيز.
يُعد مجلس الكرم مكانًا يجتمع فيه الأهل والأصدقاء؛ حيث تُروى القصص وتُبادل الأحاديث، وتُقدم أشهى الأطباق التقليدية. إن الكرم ليس مجرد تقديم الطعام والشراب، بل هو أيضًا تعبير عن المحبة والاحترام للضيوف، وهو ما يميز هذا المجلس عن غيره.
إن استمرار هذه التقاليد في مجلس الشيخ سالم يعكس عمق الروابط الاجتماعية والثقافية في المجتمع، ويُظهر كيف يمكن للقيم الأصيلة أن تنتقل من جيل إلى جيل. فكلما زار الناس هذا المجلس، شعروا بأنهم جزء من عائلة كبيرة، وأن الكرم ليس مجرد سمة، بل هو أسلوب حياة.
في الختام، يبقى مجلس الشيخ سالم بن راشد البلوشي رمزًا للضيافة العربية، ويمثل إرثًا ثقافيًا غنيًا يستحق التقدير والاحترام. إن الكرم في هذا المجلس لا يُقاس فقط بما يُقدَّم من طعام، بل بما يُقدَّم من حب وود؛ مما يجعل من كل زيارة تجربة لا تُنسى.
كل الشكر والتقدير والثناء لأبناء المرحوم الشيخ سالم بن راشد البلوشي الذين تركوا إرثًا كبيرًا يتمثل في أبنائهم أصحاب الجود والكرم.