ألم .. لإدراك متأخر
يوسف بن سالم بن علي الحميدي
الأيام تمضي كتيارات نهر لا تتوقف، وكل شعور نحمله في أعماقنا أشبه ببذرة تحتاج إلى تربة خصبة تسكنها وأيدٍ حانية تعتني بها.
كم من قلوب زُرعت في أراضٍ جرداء، وكم من مشاعر سيقت لغير أهلها، فلم تزهر إلا خيبةً وألماً.
فلنتعلم أن لا نغرس أرواحنا حيث لا تجد ظلاً يقيها من شمس الإهمال، وأن نحتفظ بحدائقنا الخاصة لمن يستحقها، لمن يُقدّر نبضها، ولمن يمنحنا وردةً حين نغرس بذور التضحية والعطاء.
وكم هو قاسٍ أن تهدر سنوات العمر، تمضي خطواتك بثقة نحو طريق تبدو فيه كل المناظر واعدة، ثم تدرك في النهاية أنك كنت تسير في الإتجاه الخاطئ.
حينها، لا يبقى إلا ألم الإدراك المتأخر، ولا تعويض سوى أن تتوقف لتعيد صياغة مسارك، ولتسأل الله أن ينير دربك ويهبك بصيرة تعرف بها أهل الشعور وأحق الناس به.
فلنكن حذرين في اختيار من نعطيهم مفاتيح قلوبنا.
لنجعل من أرواحنا بساتين لا يمر بها عابر سبيل، بل مقصداً لمن يعرف قيمة الوردة ويحسن الاعتناء بها.