2025
Adsense
مقالات صحفية

المشاهير والتضليل المزيف عن ثقافات الشعوب وهويتها

خلفان بن ناصر الرواحي

هناك مقولة مشهورة، تقول:‏ “قبل أن تحرق أعصابك تذكر أنك لن تستطيع إصلاح العالم ولا عقول الناس، ولست ملزما بالخوض في كل حديث، ولا إبداء رأيك في كل الأمور”.

نعم، قد يكون هناك بعض الأشخاص الذين يعانون من النقص والبحث عن الشهرة، أو من الذين يريدون الحصول على أكبر عدد ممكن من المتابعين في منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، نراهم يخوضون في مواضيع كثيرة ومختلفة، ويتدخلون فيما لا يعنيهم ويجهلون الكثير من الحقائق والأمور المتعلقة بذلك الأمر وكأنهم من أهل المجتمع الفضيل وأصحاب الخبرة؛ مما يجعلهم أكثر عرضة للسخرية من الآخرين، وخاصة ممن لديهم الحس والوعي الثقافي ورجاحة العقل.

لقد تعددت الوسائل والأساليب لمثل هؤلاء المشاهير الذين يتربعون منصات التواصل الاجتماعي، ومما يؤسف له أن نجد من يتابعهم بقصد التسلية، وبعضهم الآخر من باب المساندة الفعلية لتلك الأفكار، وربما يرجع ذلك من حيث تتطابق الفكر وخواء المعرفة!

لقد تفشت في مجتمعنا العُماني خاصة، والمجتمعات العربية والإسلامية أيضا ظاهرة المشاهير الذين نجدهم يخوضون في عالم افتراضي، ويتباهون بانتمائهم لذلك الوطن والمجتمع المحافظ، وهو منهم براء كبراءة الذئب من دم يوسف عليه السلام، وتجد بعضهم يتحدث عن الوطنية والهوية الدينية والاجتماعية والثقافية والولاء للوطن، ولكن لا تجد مثقال ذرة في سلوكهم وتصرفاتهم التي يظهرون عليها بمنصات التواصل الاجتماعي المختلفة! وهي في حد ذاتها انعكاسات سلبية تعبّر عن وطن بأكمله، وهذا بلا شك يندرج تحت مظلة التضليل المزيف عن ثقافات الشعوب وأخلاقها عند الكثير من العامة التي ليس لديها أي تجربة أو معرفة أو زيارة لمعرفة الواقع الاجتماعي الذي يعيشه الإنسان في ذلك المجتمع، مع أن المعروف أن القلة في حد ذاتها لا تعني بالضرورة عموم الناس على تلك الشاكلة من المظاهر التي يبدو عليها ذلك المشهور!

لهذا من الواجب أن نكون واعين ومدركين لحقيقة أمثال هؤلاء الأشخاص، وأن نختار لأنفسنا طريقا متزنا لمتابعة أصحاب الفكر الراقي، والمعرفة الصحيحة التي يمكن أن نستفيد منها جميعا، وأن نفهم مغزى هذه الأفكار الدخيلة على المجتمع، وحتى لا نظلم أحدا ونعمم الأمر على الجميع، فإننا نعلم علم اليقين أن هناك مجموعة كبيرة جدا تقدم المحتوى الإبداعي الراقي الذي يمكن أن يشار إليه بالبنان.

وبالطبع، فإن من الواجب على أمثال هؤلاء الذي يخوضون في عالم الفضاء الافتراضي وينتقدون ويتبجحون بالهوية الوطنية وغيرها من المجالات الأخرى التي تمس بلحمة الوطن والمجتمع؛ عليهم أن يراجعوا أنفسهم ويعرفوا ما معنى الهوية الوطنية والارتباط والولاء للوطن، وبأن يكونوا خير سفراء لوطنهم المتسلح بالدين الإسلامي والانتماء لترابه، والابتعاد عن أي تجاوزات قد لا تحمد عواقبها.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights