الأثنين: 6 يناير 2025م - العدد رقم 2375
Adsense
مقالات صحفية

التعامل مع المراهق.. علم وفن

د. سعود ساطي السويهري

تعد المراهقة من أخطر المراحل النمائية التي يمر بها الأبناء، ويتوقف عليها الكثير من صفاتهم وشخصياتهم في المراحل النمائية اللاحقة، وفي وصفة علاجية وتوجيهات عملية لأولياء الأمور في فنون التعامل مع أبنائهم وبناتهم المراهقين، نقول: ” إياكم أن تنتقدوهم أمام الآخرين، وأنصتوا لهم باهتمام شديد عندما يحدثوكم، ولا تقاطعوهم، ولا تسفهوا آراءهم”. ويجب تجنب مخاطبة المراهقين بعدد من العبارات المحبطة المحطمة، مثل: ( أنا أعرف ما ينفعك، لا داعي لأن تكمل حديثك.. أستطيع توقع ما حدث، فلتنصت إليّ الآن دون أن تقاطعني، اسمع كلامي ولا تناقشني، يا للغباء.. أخطأت مرة أخرى!، يا كسول، يا أناني، إنك طفل لا تعرف مصلحتك).

وقد أثبتت الدراسات أن عبارات المديح لها أثر إيجابي في تحسين مستوى التحصيل الدراسي لدى أطفال كانوا يعانون من صعوبات التعلم ونقص التركيز.

وهناك عبارات المديح المحببة إلى قلوب الأبناء والبنات من المراهقين، مثل: (بارك الله فيك، ما شاء الله، رائع، أحسنت، لقد تحسنت كثيراً، ما فعلته هو الصواب، هذه هي الطريقة المثلى، أفكارك رائعة، إنجاز رائع، يعجبني اختيارك لملابسك، استمر، إلى الأمام، أنا فخور بك، يا سلام، عمل ممتاز، لقد أحسست برغبتك الصادقة في تحمل المسؤولية، أنت محل ثقتي دائما، أنت ماهر في هذا العمل،… ). واحرصوا على استعمال أساليب التشجيع والثناء الجسدية، مثل ( الابتسامة، الاحتضان، مسك الأيدي، أربت على كتفه، المسح على الرأس،…. ). ويجب على أولياء الأمور بمراعاة عدد من القواعد والتوجيهات العامة في التعامل مع الأولاد في مرحلة المراهقة، مثل:
1 – اهتم بإعداده لمرحلة البلوغ، ووضح له أنها من أجمل أوقات حياته.
2 – اشرح له بعض الأحكام الشرعية الخاصة بالصيام والصلاة والطهارة بشكل بسيط.
3 – أظهر الاهتمام والتقدير لما يقوله عند تحدثه إليك.
4 – اهتم بمظهره، واترك له حرية الاختيار.
5 – استضف أصدقاءه وتعرف عليهم عن قرب، وأبد احتراماً شديداً لهم.
6 – شجِّعه على تكوين أصدقاء جيدين، ولا تشعره بمراقبتك أو تفرض عليه أحدًا لا يريده.
7 – احرص على لم شمل الأسرة باصطحابهم إلى الحدائق أو الأماكن الممتعة.
8 – أظهر فخرك به أمام أعمامه وأخواله وأصدقائه؛ فهذا سيشعرهم بالخجل من أخطائهم.
9 – اصطحبه في تجمعات الرجال وجلساتهم الخاصة بحل مشاكل الناس، ليعيش أجواء الرجولة ومسؤولياتها؛ فتسمو نفسه، وتطمح إلى تحمل المسؤوليات التي تجعله جديرًا بالانتماء إلى ذلك العالم.
10- شجِّعه على ممارسة رياضة يحبها، ولا تفرض عليه نوعًا معينًا من الرياضة.
11- كافئه على أعماله الحسنة.
12- تحاور معه كأب حنون وحادثه كصديق مقرب.
13-احرص على أن تكون النموذج الناجح للتعامل مع أمه.
14-حاول الوصول إلى قلب المراهق قبل عقله.
15-ابتعد عن الأسئلة التي إجاباتها نعم أولا، أو الأسئلة غير الواضحة وغير المباشرة.
16- عش قليلاً داخل عالمهم لنفهمهم ونستوعب مشاكلهم ومعاناتهم ورغباتهم.

وختامًا، يجب على الأهل استثمار هذه المرحلة إيجابياً؛ وذلك بتوظيف وتوجيه طاقات المراهق لصالحه، ولصالح أهله، وبلده، والمجتمع ككل. وهذا لن يتأتى دون منح المراهق الدعم العاطفي، والحرية ضمن ضوابط الدين والمجتمع، والثقة، وتنمية تفكيره الإبداعي، وتدريبه على مواجهة التحديات وتحمل المسؤوليات، واستثمار وقت فراغه بما يعود عليه بالنفع.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights