الأثنين: 6 يناير 2025م - العدد رقم 2375
Adsense
مقالات صحفية

الحرب الإعلامية وزيف الأخبار

 ماجد بن محمد الوهيبي

ما أغرب هذا الزمان!!! الذي بإمكان أي جهة معينة أو أي منظمة أو حتى دولة، التلاعب بالحقائق وتشويه سمعة دولة أخرى أو جماعات وأفراد؛ من خلال استخدام حملة مسعورة تبث من خلالها الأخبار المزيفة والبيانات الكاذبة، وتزويد هذه الحملة الشرسة بكل المقومات المؤيدة والداعمة لها؛ لنشرها على أوسع نطاق، وهي في حقيقة الأمر لا تنطلي على العقلاء؛ فتنتشر الأكاذيب الملفقة عبر المواد المرئية المغلفة بلقاءات معدة مع أفراد وجماعات من الناس مقابل مبالغ زهيدة من المال؛ ليشهدوا زورًا ويتحدثوا عن أوطانهم بسوء وبما يُملى عليهم من قبل هذه الجهات والمنظمات والدول.

وما أكثر من يبيعون ضمائرهم بثمن بخس، وهذه هي الحرب الإعلامية بأحدث وسائل التقنية الحديثة، وهذه أساليب قديمة استهلكتها السينما الأمريكية والتمثيليات الهوليودية حتى العمليات التجميلية التي تقوم بها الجهات الصهيونية في تشويه سمعة الدول، فإذا أرادوا النيل من دولة ما؛ قاموا بإغراء مجموعة من الأفراد ينتمون لدولة ما، وقد تم تصويرهم وهم يتعرضون للتعذيب والقتل، ولكن هذه الأكاذيب لم تعد تنطلي على الحمير أعزكم الله فضلًا عن البشر؛ ولذلك بعض الحمقى لا زالوا يُخدعون!

وقد رأينا بعض الدويلات تنتهج نفس النهج، وعلى خطى بني صهيون، يسيرون انبطاحًا لكل خائنٍ وملعون، ولا شك أن تراب الأوطان لا يقدر بأثمان، وأزكى من أن يشوهه مغرضٌ وشيطان، والحر لا يسيىء لوطنه في كل محفلٍ ومكان، مهما كانت الدواعي والأسباب؛ بل يسعى للإصلاح ما أمكنه ذلك، ويسعى للتغيير للأفضل وتصحيح المسار، فإن غلبت المصلحة الخاصة على العامة وضحت الأمور وبانت المعادن؛ فالأمور لا تؤخذ على ظاهرها إذا تفشى التلفيق وانتشر البهتان.

ألم ينسبوا للمقاومة الفلسطينية ما لم يفعلوه افتراءً عليهم كما نسبوا للزعيم العراقي الراحل صدام حسين ما لم يفعله كذلك؛ ليجدوا ذريعة للدخول في هذه البلدان والتحكم في الموارد والسكان، ويبسطوا النفوذ والهيمنة لإضعاف الثورة ووأد الحرية!

 فها هي سوريا تُقَسم أمام أعين الجميع باسم المعارضة التي صنعها الصهاينة وهرولت فيها الدول الطامعة للاقتطاع من الأراضي السورية نهبًا وسلبًا؛ لينال كل واحدٍ نصيبه من الكعكة السورية العائمة على بحور النفط والغاز والمواقع الاستراتيجية والاكتفاء الذاتي من جميع النواحي، وكفى بأشجار الزيتون ثروة، وبالثمار المختلفة والليمون؛ فليت العرب أدركوا ما خطط لهم

من الأزل، وليتهم من غفلتهم ينتبهون ويعقلون.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights