كان مجرد حلم
يوسف بن سالم الحميدي
في ليلها الطويل، تقلبتْ على فراشها .. تحاكي نغمات القمر، وتتحدث مع النجوم في سمائها.
تتذكر ذكريات الماضي، وتتصور مستقبلها وتتوق إلى حبٍّ ينير دروبها ويسكن قلبها.
تفتح شفتيها وتتحسس ريقها. تتذكر طعم الحبّ، وتتصور لقاء حبيبها، وتتمنى أن ينهي عذابها.
تغلق عينيها وتحدّث نفسها وتقول:
متى يأتي حبيبي؟
متى أرى وجهه؟
متى أسمع صوته؟
متى أشعر بدفء أحضانه؟
تفتح عينيها
وتنظر من نافذتها،
تتأمل القمر
وتتخيل حبيبها وهو يقف تحت ضوئه.
ينظر إليها وهو يلوّح بيده.
تقفز من فراشها وتتجه إلى المرآة.
تنظم شعرها وتكحل عينيها
وتتزين بأجمل ما لديها،
لأنها تعلم أن حبيبها سيأتي قريباً.
تسمع صوت الطرق على الباب، تتملكها رعدة من الخوف والفرح.
تفتح الباب، وترى حبيبها واقفاً أمامها، يبتسم ويقول:
أخيراً جئتُ يا حبيبتي.
تقفز في أحضانه
كأن بين ذراعيه الوطن.
تشعر بالدفء والحنان،
وتعلم أنها قد وجدت أخيراً حُبّ حياتها.
تتحسس ريقها وتتمنى أن لا ينتهي هذا الحلم أبداً.