موسم اللبان: نافذة على عراقة عمان
كتبت : ريهام الحضرميه
في قلب صلالة، عروس الجنوب العُماني، حيث حكايات التاريخ والعطر تروي أسرار الزمن، ينطلق موسم اللبان في أبهى حلله، تفوح رائحة اللبان من كل زاوية من زوايا متنزه البليد، وكأن الأرض تنثر عبقها هدية للسماء، فعالية تجمع بين الحضارة العريقة وجمال الحاضر الآسر، وسط تناغم بهيج بين سحر الألوان ورائحة اللبان التي تأخذك في رحلة إلى عالم يعبق بروح الحضارة العُمانية، يتداخل الماضي بالحاضر لتروي صلالة قصتها الفريدة بلغة العطر.
فعالية موسم اللبان المقامة في مواقع أرض اللبان بمتنزه البليد الأثري والتي شملت على مجموعة متنوعة من الأنشطة والبرامج من بينها سوق الحضارات ومملكة اللبان ومنزلة التي تقدم نموذج محاكاة لبيئة اللبان وطريقة استخراجه وتخزينه وبيعه، بالإضافة إلى منافذ البيع للبان ومشتاقته ومسرح يومي للأسرة والطفل وغيرها من الأنشطة، وقد تحدث الفاضل أسامة بن محمد الرواس مدير متحف أرض اللبان عن فعاليات الموسم قائلا: ” تأتي فعالية موسم اللبان في نسختها الثالثة والتي بدأت في ٢٧ نوفمبر الماضي وتستمر حتى ٦ ديسمبر الحالي، وقد تميزت النسخة الثالثة ببرامج جديدة تقام لأول مرة منها سوق الحضارات والذي جاء ليجسد ارتباط الحضارات المختلفة مع حضارة أرض اللبان، واخترنا الهند والصين واليونان ومصر كأيقونة لهذه الأسواق لارتباطها الكبير بالحضارة العمانية، كما جاءت فعالية مملكة اللبان بشكل متناسق مع سوق الحضارات حيث تعرض مجسمات لأزياء مميزة مرتبطة بالحضارات المعروضة، بالإضافة إلى فعالية “منزلة اللبان” والتي تمثل واقعا حيا لطريقة استخراج اللبان والمقايضة به وغيرها من المشاهد التي تحاكي مواطن اللبان وتفاصيلها، كما يوجد في المتنزه سوق لبيع اللبان ومشتاقه وبمشاركة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بالإضافة إلى ذلك تربط مختلف الفعاليات سلسة من المطاعم والمقاهي ومسرح للطفل تقام فيه الفعاليات بشكل يومي، كما أقيم ولأول مرة عرض لفرقة “أوبار الموسيقية” على ضفاف خور البليد”.
وعن الفعاليات التابعة لموسم اللبان والمقامة خارج متنزه البليد الأثري أجاب الرواس قائلا: “في اليوم الثاني من ديسمبر أقيمت فعالية زراعة ١٠٠ شتلة لبان في محمية وادي دوكة بمناسبة الاحتفال بإدراج مواقع ارض اللبان في التراث العالمي وبمشاركة المجتمع المحلي والسواح الدوليين وجمعية المرأة العمانية”. وأضاف قائلا: ” إقبال الزوار كبير ونتوقع أن يكسر حاجز الرقم في المواسم السابقة بحيث من المتوقع أن يفوق عددهم 27 ألف زائر وذلك من خلال مؤشرات مستندة على أعداد الزوار في الأيام الماضية”.
تهدف فعالية موسم اللبان إلى تسليط الضوء على القيمة التاريخية لمواقع أرض اللبان، ودورها البارز في بناء جسور التبادل الثقافي والتجاري مع حضارات العالم القديم، كما تسعى الفعالية إلى تعزيز الجذب السياحي، خاصة خلال موسم الشتاء، بما يعكس مكانة المنطقة كوجهة ثقافية وسياحية مميزة.