قلَم مُواطِن..
فؤاد آلبوسعيدي
يا عاشقين للوطن إليكم أبياتي،
تحكي هموماً وهمّ كلّ الأجسادُ
كثُر الأنين يا كرامَ أصحابي
فأضحى البعض يسودَ الفسادُ
هنا في القلب غصّةَ ألمٍ فباتت
أزماناً تأتينا المواجِع كسيف الجَلاَّدُ
فمنّا أُناسٌ تمشي كالأشراف
وأصبح اللّص يسرق مِنّا ولا يُقادُ
نشكوا للمولى ونرفع الأيادي
ففي ديارنا يُرى الشَّر ضيّاً وأمجادُ
كم من طالبٍ ومثلَه عنهم
قد تحدّث، فبات خِلّاًّ للأصفادُ
فألجمنا الألسن إحتراماً،
وهم على نهْبِ الخيرات مُعتادُ
وسألنا تطبيق العدل بالقانونِ
في بلادي ولكن أين هو الرَّشادُ
وبَحَّت عنّا أصواتنا للمسؤول
فالعقاب أضحى لا يُؤْلِم ولا يَكادُ
وكتبنا عن السارق كُتباً فباتت
السُّجون بيوتا لنا وقُصورا ً للعُبّادُ
كم من أميرٍ للخير اليوم ينادي،
وغداً سيعرف عنه طريق الإلحادُ
أجنونٌ هو في هذا العصرِ نعيش
أم البعض يأكل الأَوطانُ كالجرادُ
يجْرعُ الأخضرَ واليابِسَ بلا حياءُ
وينسى عهداً كان له سِلاحاً وعِتادُ
أوليس بيننا وبينهم حكيم كولِيَّنا
يُدير الأمر كشريفٍ يُذكَرُ ويُشادُ
أم أصبحَ حُبّ المال خساسةٌ
في الدّنيا وعِشْقَه فَنٌّ مُسْتفادُ
تركتم دستوراً في القرآن مكتوبٌ،
هو لنا الحكمة ومنه القولَ السّدادُ
ورسولنا أرسى لنا في هديه تعليماً،
فالزّهراء كانت مثالاً لنا يُرادُ
فأين الوطن من نهجٍ قد نسيناه،
فبِتْنا بلا تطوير ولا نرى الحِصادُ
أما آنَ لنا العيش بكرمٍ فالمسيرة
تمضي وأين هي فرحة الأعيادُ
فمراكب النّهضة بنا تُبحِر ماضيةً،
ولم يُتعِبَنا سوى حال بعض الأفراد