2024
Adsense
مقالات صحفية

العلاقات العمانية التركية، جسور تاريخية وشراكات متجددة

مصطفى بن مبارك القاسمي

تعد زيارة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – إلى الجمهورية التركية، خطوة استراتيجية تعكس عمق العلاقات التاريخية والروابط الأخوية المتينة التي تجمع بين سلطنة عمان وتركيا.
وإن هذه العلاقات المتينة تمتد جذورها إلى قرون من التفاعل التجاري والثقافي والتاريخي بين البلدين، وأصبحت اليوم نموذجاً يُحتذى به في التعاون الثنائي بين الدول.

و لطالما كانت عُمان وتركيا دولتان تجمعهما روابط تاريخية عميقة تعود إلى العصور القديمة، حيث مثّلت عُمان مركزاً تجارياً حيوياً يربط الشرق بالغرب، وكانت تركيا نقطة محورية على طريق التجارة العالمية. وقد تعززت هذه العلاقات على مرّ العقود بفضل رؤية القادة الحكيمة في كِلا البلدين، مما أدى إلى توثيق الروابط على المستويات الاقتصادية والثقافية والسياسية.

وجاءت زيارة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – إلى تركيا لتضيف فصلاً جديداً من التعاون المثمر بين البلدين. وقد شهدت الزيارة توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تعزز من مجالات الشراكة الاستراتيجية. ومن بين أبرز هذه الاتفاقيات:
التعاون في القطاع الصحيّ، بما يشمل تطوير المستشفيات وتبادل الخبرات الطبية وإقامة المؤتمرات الصحية المشتركة.
وإنشاء كيان مشترك للاستثمار في قطاعات الغذاء والطاقة والرعاية الصحية والخدمات اللوجستية. وتعزيز ريادة الأعمال ودعم الابتكار والتمويل، خاصة في المشاريع الصغيرة والمتوسطة. وتبادل الخبرات في مجال الدراسات الدبلوماسية والعلاقات الدولية. والتعاون في مجالات الأمن الغذائي، الزراعة، والتعليم ونقل المعرفة.

و تعكس هذه الاتفاقيات الرؤية المشتركة لقادة البلدين، حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – والرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تعزيز الروابط الثنائية، فهي لا تقتصر على تطوير القطاعات الحيوية كالصحة والتعليم وريادة الأعمال فحسب، بل تمتد أيضاً لتعزيز التبادل الثقافيّ ونقل المعرفة، بما يساهم في تنمية القدرات الوطنية للشعبين. ومستقبل مشرق للتعاون العمانيّ التركيّ نحو آفاق جديدة من التعاون المتبادل، و تأسيس لشراكات طويلة الأمد تدعم التنمية المستدامة.

وإن هذه الزيارة التاريخية تتجلى للعالم مدى عمق العلاقات العمانية التركية التي تتسم بالتفاهم المشترك والرؤية المستقبلية، وإنها ليست مجرد علاقات سياسية أو اقتصادية، بل هي نموذج للتعاون الإنساني العابر للحدود، حيث يجمع البلدين طموح مشترك لتطوير مستقبل أفضل لأجيالهم القادمة.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights