يوم الشجرة
آمنة البلوشي
عالية صامدة عملاقة، فأنتِ النماء والعطاء والفخر.
بل أنتِ شعلة ينهل منكِ النور والضياء، وتترنم على أغصانكِ الطيور، فأنتِ قيثارة يتغنى بها كل عاشق، ويتمتم بها كل هيمان، بل أنتِ الأعجوبة على مرّ الزمان،
فكم من قصص وروايات نُسجت تحت ظلّكِ، وكم من أحاديث صيغت تحت ظلالك الوارفة.
لله درّكِ أيتها العملاقة، لقد أعييتِ أمَماً بعطائكِ وقوة تحمُّلكِ وجمال صبركِ، ومنحتِ القوة من بعد الضعف، فكنتِ البهجة والجمال الذي يزهر بك الكون، فألوانكِ المتنوعة، وتعدد صفاتك، وعبق عطرك الفواح، لوحة لفنان مبدع.
عملاقة بعطائك، وجميلة بإطلالتكِ، مطمع الطامح، وملهمة الشاعر، وملاذ الطير،
يترصد لكِ القاصي والداني لينهل من عطائك، ومقصد العباقرة.
كم تحديتِ وأبدعتِ بالإنجاز! وكم حيّرتِ من عقول وأفئدة، فكنتِ وما زلتِ، وستبقين على مر العصور سند الطامح، وغذاء الروح، وملهمة الفن وقيثارته، ورغبة الأدب وأنشودته.