أمي.. كيف للنصرِ بدايةْ؟
ميَّاء الصوّافية
أمي كيف للنصرِ بدايةْ؟
وما للحربِ نهايةْ!
كيف للعصفورِ حبةْ؟
بين أكوامِ الحرائقْ
تأكلها النارُ عنهُ
بأقاصيصِ التخلي
حين عنوةْ
حين وحدةْ
أين دمُ العُربِ عنه؟
بالعزائمِ الأوليةْ
ترد للصهيونِ بطشهْ
بأتراسِ المدفعيةِ
وبأيادي الصبح
حينَ عزمٍ وحميةْ
كيفَ للعصفورِ حيلةْ؟
والصهيونُ تمادى خلفَ كذبهْ
إنه في العيشِ وحدهْ
وأنه حزبُ اللهِ وجندهْ
كيف له من الله حُبٌّ؟!
وقد أكلَ عن العصفورِ حبهْ!
وأشعلَ غلهْ
لأجسادٍ بريئةْ
ما كان لها جريمةْ
إلا قولها حينَ وِجْهةْ
بأن فلسطينَ قبلةْ
هذا ما قاله الجدُّ عنها
بأن الجذرَ نابتٌ فيها
و الفرعُ تفرع منها
كفرع زيتونٍ أصيلٍ
ينشدُ للروحِ سلاما
بعطر الشهداءِ
وفلِّ البرتقال
كالأقصى المجيد
رمزُ عروبتها والهويةْ
كيف للعصفورِ حيلةْ؟!
يأكلُ البردُ والجوعُ منهْ
حينَ عَشِيّةْ
ترتعشُ الأجسادُ جوعا
بأسمالِ الحرائقْ
خلفه دمٌّ مراقٌ
ودمٌّ يسيل لأرواحٍ عتاقْ
ولم يكن للأهلِ عناقْ
كلهم رحلوا الرفاقْ
ونحن بينَ صحونِ الولائمْ
نتدفأ ببطونِ الشبعِ والمطمعْ
في مساء وحين مطلعْ
هل من عزائمٍ تردُّ للصهيونِ بطشهْ؟
كما جاء في الآي والسنةْ
وكيف للعصفورِ حيلةْ؟
وقد أكلَ النَّحْبُ صدرهْ
لا حيلةً إلا بنصرهْ
وبناءٍ من سلامٍ من عروبةٍ فتيةْ
ومن قصة الجذرِ الأصيلةْ
————
(العصفور رمز للطفل الفلسطيني)