فقد الأحبة غربة
عمر الفهدي
خالي حمود بن عمير الفهدي، رحمه الله تعالى، كان الأب الروحيّ والسند لي. اعتبرته والدي، علّمني الصبر والاجتهاد، وعلّمني كيف أكون شخصاً ناجحاً في الحياة، رغم أن لديه أبناءً، إلا أن كل واحد منهم منشغل بأمور حياته.
كان يجلس وحيداً أحياناً، وأذهب إليه على الكرسيّ المتحرك الذي لا يفارقني، ولم يكن هناك شارع في ذلك الوقت، ولا من يساعدني في دفع الكرسيّ، ورغم الظروف القاسية التي مررتُ بها، إلا أنني لا أعرف لماذا كنت أشعر بالأمان حين أتّجه إلى خالي حمود، بلغتُ درجة من التعلق بخالي حمود أقرُّ بها، ولكن إرادة الله تعالى أن يرحل خالي من هذه الدنيا الفانية إلى دار القرار، رحمه الله رحمة واسعة، وأدخله جنات النعيم.
نعم، إنه فقدٌ عظيم، عرفت بعدها أن فقد الأحبة صعب جداً جداً، ولكن، ومع مرور الأيام والسنوات، تعلّمتُ أن الخير لي يكمن في ترك ما ليس لي من الحياة، مهما كانت صعبة، علّمتني الحياة بعد رحيلك أن أكون كالمطر لا أحمل همّاً، وأن أفكر في نفسي ومستقبلي، وأن أعيش يومي رغم الإعاقة ورغم التحديات التي تواجهني بعد هذه الرحلة من الصبر والكفاح، فهذا لا يعني أن أتوقف.
خالي، لقد علّمتني أن أتحمل ما يقوله الناس لي، رغم كل شيء كنتَ تتجرّع الألم والظلم من الجميع، ولم تكن تعرف المستحيل، وفي نهاية رحلتي معك يا أبي حمود بن عمير الفهدي، اسأل الله تعالى أن يرحمك ويغفر لك ويسكنك فسيح جناته، وأن يعينني ويصبرني على فراقك، آمين، يا رب العالمين.