بلدية مسقط تختتم أعمال المؤتمر الدولي الأول لمكافحة نواقل حمى الضنك
مسقط – النبأ
اختتمت اليوم الأربعاء 30 أكتوبر 2024 أعمال المؤتمر الدولي الأول لمكافحة نواقل حمى الضنك في سلطنة عُمان، والذي نظمته بلدية مسقط بالتعاون مع وزارة الصحة، ومنظمة الصحة العالمية، في فندق جي دبليو ماريوت، بمدينة العرفان.
حيث شهد الحدث مشاركة أكثر من 200 متخصص في مجالات المكافحة والترصد الوبائي من دول مختلفة ضمت مجموعة من دول مجلس التعاون الخليجي، إلى جانب ماليزيا، وسنغافورة، وإندونيسيا، والبرازيل، ومتحدثين دوليين من منظمة الصحة العالمية، ومركز مكافحة الأمراض الأمريكي (CDC)، ومنظمات صحية أخرى. حيث ناقش الحضور أحدث الدراسات المتعلقة بمكافحة الآفات وتحديداً “البعوضة الزاعجة” الناقلة لمرض حمى الضنك، كما استعرضت الوفود المشاركة تجارب دولهم في مكافحة هذه الآفة بهدف مشاركة المعارف والخبرات لاستخلاص أفضل الممارسات والخروج بقائمة من التوصيات للدول المشاركة.
وفي حديثه عن المؤتمر، قال سعادة أحمد بن محمد الحميدي، رئيس بلدية مسقط: “يجسد تنظيم هذا المؤتمر في سلطنة عُمان، التزامها بتعزيز جهود البحث العلمي والابتكار في مجال الصحة العامة، وبفضل توجيهات القيادة الرشيدة؛ تسعى سلطنة عُمان إلى أن تكون عضوًا فاعلاً ورئيسيًا في الجهود الدَّوْلية لمكافحة نواقل الأمراض، وتُسهم في تقديم حلول مُبتكرة تُعزِّز من دعائم الصحة العامة على المستويين الإقليمي والدَّوْلي”. وأضاف سعادته: “نحن سعداء بنجاح المؤتمر الدولي الأول لمكافحة نواقل حمى الضنك في الخروج بعدد كبير من التوصيات نتيجة تبادل الخبرات بين مختلف الجهات المشاركة. نحن على ثقة بأن هذه التوصيات ستساعد دول العالم في التصدي لانتشار حمى الضنك بأفضل الوسائل والاستراتيجيات الممكنة”.
وكان المؤتمر الذي استمر لمدة يومين قد تضمن أربع جلسات نقاشية موسعة تناولت عدة محاور مهمة، كان من أبرزها الأمراض المنقولة بواسطة الحشرات، مع التركيز على الوضع الوبائي والزماني لهذه الأمراض. كما ناقشت وسائل الوقاية من حمى الضنك وسبل مكافحتها، وتم عرض التدخلات والخبرات في مكافحة البعوضة الزاعجة. وشملت الجلسات أيضًا استعراض أحدث الابتكارات في مجال مكافحة النواقل وأهمية مشاركة المجتمع في هذه الجهود، فيما اختُتم المؤتمر بحلقات مخصصة لتحديد التوصيات اللازمة لمواجهة هذه التحديات الصحية، حيث شملت المخرجات عدداً من التوصيات على النحو التالي:
تفعيل التشريعات والقوانين التي تؤثر على كثافة الناقل (البعوضة الزاعجة) في سلطنة عمان ومنها قانون الصحة العامة.
التكامل بين القطاعات المعنية بشأن السيطرة على الناقل من خلال التدريب وبناء القدرات والبحوث ضمن إطار الاستراتيجية الوطنية للتدبير المتكامل لنواقل الامراض.
إيجاد حلول فعالة للتعاون والمشاركة المجتمعية المستدامة للسيطرة على بؤر توالد البعوضة الزاعجة.
تعزيز التعاون بين القطاعات المعنية لاسيما المؤسسات الأكاديمية في مجال البحوث واستخدام التقنيات الحديثة للسيطرة على نواقل الأمراض.
تأمين التمويل اللازم لاستدامة برامج المكافحة والتوعية وتعزيز الإمكانيات التقنية والبشرية.
إنشاء نظام مراقبة للكشف المبكر عن تكاثر البعوض وتحليل البيانات المستمرة باستخدام التقنيات الحديثة للتعرف على بؤر التفشي وتحديد أوقات الذروة.
بناء القدرات الوطنية في المجالات المرتبطة بالوبائيات الحقلية والصحة العامة وعلم الحشرات.
وكان المؤتمر قد وضع عدة أهداف استراتيجية من أبرزها تعزيز التعاون وتبادل الخبرات بين الدول المشاركة، وذلك من خلال تسليط الضوء على تجاربها الوطنية في إدارة حمى الضنك، ومكافحة نواقل الأمراض بشكل أكثر فعالية. كما ركز المؤتمر على تطوير القدرات الوطنية للدول في هذا المجال، مع مناقشة أحدث التطورات التكنولوجية التي يمكن أن تُحدث قيمة ملموسة في السيطرة على هذه النواقل. إلى جانب ذلك، سعى المؤتمر إلى تعزيز مفهوم “الإدارة المتكاملة لمكافحة نواقل الأمراض” (IVM)، التي تدمج بين مختلف الوسائل التقنية والبيئية لتحقيق نتائج مستدامة في مكافحة الآفات.
وفي ختام المؤتمر، أعرب سعادة أحمد بن محمد الحميدي، عن تقديره للدور الريادي الذي تقوم به بلدية مسقط وجميع الجهات المختصة في هذا المجال، مؤكداً التزامها الثابت بتعزيز الصحة العامة، من خلال تنفيذ العديد من المبادرات لمكافحة نواقل الأمراض، وبذل الجهود لمواجهتها، إلى جانب تبني استراتيجيات فعّالة للحد من انتشار حمى الضنك، والتطلع لتعزيز التعاون مع الجهات المحلية والدولية لتقديم حلول مستدامة لهذه التحديات الصحية.
كما توجه سعادته بالشكر لكافة الدول والمنظمات التي استجابت لدعوة السلطنة للمشاركة في هذا المؤتمر، حيث قال: ” نثمن هذا التعاون المُثمِر ونعرب عن تقديرنا العميق لجهودكم المخلصة في إرساء الرُّؤى والحلول التي تُعزِّز من حماية مجتمعاتنا وتحافظ على الصحة العامة لأجيال الحاضر والمستقبل”.
هذا وصاحب المؤتمر معرضاً خاصاً أتاح للشركات المتخصصة في مكافحة الآفات فرصة لعرض أحدث الحلول والتقنيات، ووفر منصة للتواصل وتبادل الخبرات بين مختلف الجهات الفاعلة في مجال الصحة العامة، بما في ذلك الأكاديميين والباحثين والشركات المتخصصة، مما أسهم في توحيد الجهود الدولية لمكافحة نواقل الأمراض والحد من تأثيرها على الصحة العامة.
ومن جانبها، تسعى بلدية مسقط من خلال هذه المبادرة إلى تعزيز الجهود الوطنية في مكافحة نواقل الأمراض، والحد من انتشار حمى الضنك في السلطنة، وذلك في إطار التزامها بتعزيز الصحة العامة، وتطوير استراتيجيات فعّالة ومبتكرة لمواجهة التحديات البيئية والصحية.