ندوة للمؤرخ والأديب العماني .. بعنوان أثر إبن رزيق في التراث الثقافي العماني والعالمي بقلعة نخل بمحافظة جنوب الباطنة
ادراج العالم العماني ضمن برنامج اليونسكو للاحتفال بالذكرى الخمسينية أو المئوية للأحداث التاريخية المهمة والشخصيات المؤثرة عالمياً
نخل – النبأ
اقيمت بقلعة نخل بولاية نخل بمحافظة جنوب الباطنة ندوة بعنوان أثر بن رزيق في التراث الثقافي العماني والعالمي” وذلك تحت رعاية سعادة المهندس إبراهيم بن سعيد بن خلف الخروصي – وكيل وزارة التراث والسياحة للتراث وبحضور سعادة المهندس مسعود بن سعيد الهاشمي محافظ جنوب الباطنة وبحضور عدد من ولاة المحافظة واعضاء مجلس الشورى والبلدي وعدد من مسؤولي الجهات الحكومية والخاصة.
تضمنت الندوة تقديم عدد من الفقرات المعبرة وأوبريت طلابي بعنوان “عمانيون في الذاكرة ”
كما تم تقديم كلمة اللجنة المنظمة التقاها الدكتور محمود بن عبدالله العبري أمين اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم فقال: “تعد الثقافة عنصرًا أساسيًا في بناء الجسور بين الشعوب والدول، حيث تُسهم في تعزيز التواصل والفهم المتبادل، إضافة إلى أنها محرك للتنمية الشاملة من خلال الأدوار المهمة التي تؤديها الدبلوماسية الثقافية في تعزيز المصالح المشتركة، وزيادة المنافع المتبادلة، وتمكين الأفراد المبدعين في مختلف مجالات الإبداع. وتؤكد التجربة الثقافية العمانية بلا شك حضورًا قويًا في الساحات الدولية، وخصوصًا في منظمة اليونسكو، حيث تمثل دليلًا ساطعًا على عمق حضارتها وهويتها الفريدة، فضلاً عن القيمة الحقيقية لشعبها المبدع عبر العصور. وقد تجلى هذا من خلال إدراج مجموعة من عناصر الثقافة العمانية في قوائم اليونسكو المتنوعة، والمشاركة العمانية الفعالة في لجان المنظمة وبرامجها”.
وبعد ذلك قدمت عدد من أوراق العمل منها ندوة ابن رزيق ملامح من سيرته ومنهجيته في الكتابة التاريخية الفتح المبين انموذجا قدمها الدكتور علي بن سعيد الريامي والدكتور موسى البراشدي وورقة اخرى حول بين التاريخ والأدب في تراث ابن رزيق قدمها الكتور محمد بن مبارك السليمي وورقة اخرى حول الحضور العالمي لمخطوطات ابن رزيق قدمها محمد بن فائل الطارشي وورقة اخرى حول مصادر ابن زريق في الكتابة التاريخية العمانية قدمها الدكتورة خلود بنت حمدان الخاطرية .
الجدير بالذكر ان عناصر ثقافية عُمانية جديدة في برنامج اليونسكو للأحداث التاريخية والشخصيات المؤثرة عالمياً حيث تمكّنت سلطنة عُمان ممثلة في وزارة التربية والتعليم من إدراج المؤرخ والشاعر حميد بن محمد بن رزيق في برنامج اليونسكو للاحتفال بالذكرى الخمسينية أو المئوية للأحداث التاريخية المهمة والشخصيات المؤثرة عالمياً، وذلك خلال مشاركة وفد سلطنة عُمان في اجتماعات لجنةالشؤون الإدارية والمالية المنبثقة من أعمال الدورة الثانية والأربعين للمؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ـ اليونسكو، والمنعقدة حاليا ـ خلال الفترة من 7 ـ22 نوفمبر 2023م في مقر المنظمةِ بالعاصمة الفرنسية باريس.
حيث أدرجت منظمة اليونسكو خلال هذه الدورةالمؤرخ والشاعر حميد بن محمد بن رزيق؛ وذلك بمناسبة مرور 150 سنه على وفاته. يعتبر ابن رزيق من أهم المؤرخين العمانيين في القرن التاسع عشر، عمل على توثيق المرحلة التاريخية الممتدة منذ قيام أسرة البوسعيد وحتى نهاية عهد السيد سعيد بن سلطان عام ١٨٥٦موأثبت وقائعها وأحداثها بكل أمانة ودقة، كما وثّق نشاط القوى الأوروبية في المحيط الهندي والمنطقة العربية، وأصبحت مؤلفاته شاهدًا على تلك الفترة ومرجعًا موثوقًا لأحداثها للباحثين في تاريخ عمان، وقد قام بتحقيقمؤلفاته عدد من المتخصصين من داخل عمان وخارجها. واتسم أسلوبه بأنه كان محايدًا في كتابة الأحداث، ومحققًا للروايات التي تصف الأحداث السابقة لزمانه،كما كان منفتحًا على علوم الآخرين من غير العمانيين، فاطلع على دواوين كبار شعراء العربية مثل ابن تمام والمتنبي وابن هانيء الأندلسي. وبذلك يصبح عدد العناصر الثقافية التي أدرجتها سلطنة عُمان في هذا البرنامج الدُولي ثمانية عناصر، حيث تمكّنت خلال السنوات الماضية من إدراج ست شخصيات عُمانية ضمن برنامج اليونسكو للاحتفال بالذكرى الخمسينية أو المئوية للأحداث التاريخية المهمة والشخصيات المؤثرة عالمياً، وهم: عالم اللغة الخليل بن أحمد الفراهيدي عام 2005م، والطبيب والصيدلاني راشد بن عُميرة الهاشمي الرُّستاقي عام 2013م، وفي عام 2015م تم إدراج الموسوعي والمصلح الاجتماعي الشيخ نورالدين عبدالله بن حميد السالمي والطبيب والفيزيائي أبو محمد عبدالله بن محمد الأزدي الملقب بابن الذهبي، ثم ادرج الشاعر العُماني ناصر بن سالم الرواحي الملقب بأبي مسلم البهلاني في عام 2019م. وأخيرا تم إدراج الملّاح العُماني أحمد بن ماجد السعدي عام 2021م.
وأن وزارة التربية والتعليم ممثلة باللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم أعلنت عن تخصيص يوم العاشر من فبراير من كل عام يوماً سنويا للاحتفاء بذكرى الشخصيات العُمانية المؤثرة عالمياً والمدرجة في قائمة اليونسكو للاحتفاء بالذكرى الخمسينية أو المئوية للأحداث التاريخية المهمة والشخصيات المؤثرة عالمياً؛ وهو اليوم الذي يصادف انضمام سلطنة عمان لمنظمة اليونسكو يوم العاشر من فبراير 1972م. ويأتي الاحتفاء بهذا اليوم بهدف التعريف بالشخصيات العمانية المؤثرة على المستويين المحلي والعالمي، وتسليط الضوء على إرثها المعرفي والعلمي.