مقال مابعد المقال( حياة )
وفاء المهيرية
أفتقد أصدقائيَ القدامى، الذينَ إذا ضاقت السُبُل توجهتُ -بعد الله- إليهم، الذين لم يملّوا ولم يكلّوا في أن يكونوا أصحاباً لي.
فالسنوات تنقضي والأيام على عُجالةً من أمرِها -دائِماً-، إلا أن بُطء اللحظات وعيشها في اتساع قد يخلق وهجاً لمّاعاً مُمزقاً بحنين الذكريات.
آهٍ من الذكريات. يبدو أنني نسيت من فترةٍ وجيزة نُطق هذه الكلمة، وألتفتُ لصفِ الأحرف، لعل الهجاء قادر على تفقُّدي من جديد.
فالتدفّق يُكسبُني الكثير من الأريحية، والقليل من الفائِدة، إلا أن الفائدة العظمى تكمن في أن الإنسان باستطاعته أن يكتب ويكتب آلاف المرات دون كلل.
أُحبُّ الشِّعر، فهو يجعلني أبدو طيراً طليقاً في سماءٍ رحبة. أُحبُّ القافية، أُحِبُّ السجع وبحور العروض، فهما كفيلان على جعلي أبدو في حالة مِزاجية جيدة.
أُحِبُ أمي، أُحِبُ إخوتي وأخواتي، فالحديث إليهم يجعلني أحيا هذه الحياة، وأن تكون وفق ما أراد الله لها أن تكون.
فالكتابة تجعل الإنسان يبدو حيّاً، وأن تكون حياً فهو أمر في غاية الأهمية. فما جعلني أحيا مجدداً اليوم:
قلمي الفاخر، وورقة مِن أحَبّ الدفاتر إلى قلبي.