الحنين
بدرية السيابية
رفعت يدها فوق الرف العالي لتجلب علبة زينتها العتيقة، نظرت إلى كل محتويات العلبة من كحل وعطر ومشط، ومن زاوية أخرى، وجدت مرآتها قد غطاها الصداء بألوان منثورة على شذاها، وجلست تناظر ملامح وجهها، وتتلمس جبينها وعيونها وخدها، فقد اكتست بالتجاعيد ملامح وجهها و يدها، وافردت خصلات شعرها والشوق في عينيها، وتناولت مشط شعرها لتسرحه، وهي تغني من أغنيات طفولتها، تذكرت طفولتها ولعبها مع دميتها، وحنين الماضي يأخذ من أنفاسها، سعيدة بما تمتلكه من ذكرياتها، وتركت علبتها في زاوية من زوايا غرفتها مبتسمة غارقة بماضيها، حالمة باسترجاع كل ما هو جميلا لها، كانت صغيرة لا تعلم ما يدور من حولها ، مبتسمة فرحة تحلق عاليا، كبرت و كبرت معها أحلامها ،وتركت أيام الطفولة وراءها ،تمسح دمعة حنان قلبها ،أصبحت تروي حكايات لأبنائها واحفادها ،حكاية قصة امرأة احتوائها حنينها ، وهل هناك أجمل من الماضي ممزوجا برائحة الذكريات التى لا تنتهى ؟