الخميس: 10 أكتوبر 2024م - العدد رقم 2287
Adsense
مقالات صحفية

دور الحركة الكشفية في خدمة المجتمع

خليل بن حمود بن سيف النبهاني
عشيرة جوالة نادي ازكي

تأسست الحركة الكشفية في العالم في عام 1907 للميلاد على ید اللورد “بادن باول” في المملكة المتحدة، وعرفت الحركة الكشفية على أنها: «حركة تربوية تطوعية غير سياسة مفتوحة للجميع دون تفرقة في الجنس أو اللون أو العقيدة، وذلك وفقًا للمبادئ والأسس التي وضعها مؤسس الحركة». وهنالك عدة مراحل لمنتسبي الحركة الكشفية ومنها: مرحلة الجوالة والتي تستهدف فئة الشباب من عمر 18 سنة إلى 26 سنة، تحت شعار «خدمة وتنمية المجتمع».

من هنا نعرف خدمة المجتمع على أنها: «تقديم خدمة معينة في أحد المجالات لمجتمع ما، قد يكون مجتمعنا الخاص أو مجتمعا آخر، وتكون الخدمة عادة قصيرة المدى». إن خدمة المجتمع في الحركة الكشفية توفر الفرصة لتطبيق مبدأ «خدمة الآخرين»، والتي تعودنا أن نطلق عليها العمل الصالح أو فعل الخير، وأن الإشتراك في أنشطة وبرامج وفعاليات خدمة المجتمع يوفر لمنتسبي الحركة الكشفية تطبيق الوعد والقانون بأسلوب عملي وتطبيقي، وهذا يعود إيجابا على المشاركين وعلى المجتمع، كما يتيح فرصة العمل جنبا إلى جنب في مجموعات صغيرة بجانب اكتساب الوعي باحتياجات المجتمع من خلال الممارسة. إن تنمية المجتمع عبارة عن عملية بناء المجتمع القوي والمتماسك والمتميز في العديد من النواحي والمجالات، ويعود أثره بشكل إيجابي على الفرد نفسه وعلى مجتمعه المحيط وعلى المدى الطويل. ولكن كيف بإمكاننا أن نعمل على تنمية المجتمع من خلال الحركة الكشفية؟

فكما أسلفت سابقا في تعريف الحركة الكشفية بأنها عملية تربوية في المقام الأول، من هنا نجد أن العمل التربوي يسعى إلى الانتقال بالشباب من مرحلة الاعتماد على الغير إلى مرحلة الاعتماد على النفس، ومن هذا المنطلق توجد عوامل مشتركة مع تنمية المجتمع، وإذا أحسن استخدامها ستصبح أداة فعالة جدًا لتحقيق الهدف التربوي من الحركة. فالتعلم بالممارسة والتعلم الذاتي والعمل الجماعي في الحركة الكشفية والمساهمة التطوعية، تعد عناصر أساسية في تنمية المجتمع، وتكون النتيجة في كل الحالات هي الاعتماد الكبير على النفس كأفراد ومجموعات؛ مما يسهم في زيادة الوعي بالاحتياجات والقيام بتوفيرها مع الاستخدام الأمثل كلما أمكن ذلك للموارد التي تتيحها بيئتهم المباشرة، كل ذلك يضع الكشفية في وضع متميز يمكنها من أن تلعب دورًا له قيمته ومكانته في عملية تنمية المجتمع.

هنالك عدة مجالات بإمكانها أن تسهم في خدمة وتنمية المجتمع في الجانب الكشفي: المجال الصحي، والمجال البيئي، والمجال الديني، والمجال الرياضي، والمجال الاقتصادي، والمجال الإنساني، والمجال الاجتماعي، والمجال الثقافي. فبإمكاننا مثلا المساهمة في خدمة المجتمع في المجال الإنساني من خلال دور الحركة الكشفية في الأجواء المناخية التي مرت على البلاد في الفترة الماضية، وكان دور الحركة الكشفية يشاهد من قبل الجميع بتكاتفهم من خلال تقديم يد العون للأسر المتضررة بتوفير المؤن الغذائية والكماليات وتنظيف المباني التي تأثرت أثناء الأجواء المناخية وغيرها من البرامج التي تخدم المجتمع الداخلي في الولاية وخارجها، وكذلك لا ننسى دور المديرية العامة للكشافة والمرشدات التي دائماً تحرص على أن يتم عمل شراكة مجتمعية بين عشائر الجوالة والمجتمع، وأما عن المجال الصحي؛ فمشاركة عشائر السلطنة في مراكز التحصين ضد كوفيد19 والعمل باستمرار، مع عمل منشورات توعوية تنمي المجتمع في المجالات المختلفة كثيرة، والأعمال متواصلة، وستبقى الحركة الكشفية دائماً من وإلى المجتمع.

 

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights